عينية صفاته مع ذاته
، فترفع اليد عن هذا الظهور بالدليل العقلي ، فالمراد الجدي عند من قام الدليل
عنده على العينية ، غير المراد الاستعمالي الذي يشترك فيه العالم والجاهل
والفيلسوف والمتكلّم.
وقيام البرهان على الوحدة لا يكون سبباً
لتغيير اللغة والمتبادر العرفي ، غاية الأمر أنّ الأكثرية الساحقة من الناس لا
يتوجهون إلى هذه الدقائق ، فيستعملون اللفظ فيه سبحانه على النحو الذي يستعملونه في
غيره ولا يرون الزيادة مخلّة بالتوحيد.
والحاصل أنّ هنا مقامين :
الأوّل : اللغة ، الظهور ، والتبادر.
الثاني : العقيدة والبرهان والاستدلال.
وليس من شأن العقيدة تفسير اللغة
والمتبادر العرفي ، كما أنّه ليس للظواهر أنْ تصادم البراهين العقلية ، فلكلّ
طريقه ومجراه.
المسألة
الخامسة : في قيام المبدأ بالذات
هل يشترط في صحّة الحمل قيام المبدأ
بالموضوع أو لا؟ وجوه وآراء.
الأوّل
: يشترط قيام المبدأ بالذات قياماً حلولياً ، وهذا ما عليه الشيخ الأشعري حيث فسّر
كونه سبحانه متكلّماً بأنّ التكلّم من صفات الذات القائم بها قياماً حلولياً ،
وكلامه هو الكلام النفسي لا الكلام اللفظي ، ولا ما هو المفهوم من اللفظ.
الثاني
: عدم اعتبار قيامه بالذات ، بشهادة أنّه يصدق على الفاعل أنّه ضارب ومؤلم مع أنّ
الضرب غير قائم بهما بل بالمولم والمضروب.