هل يجب أن يكون لكلّ علم موضوع خاص يبحث
عن عوارضه الذاتية أو لا؟ فيه أقوال :
١. لزوم وجود الموضوع ، وهو الظاهر من
القدماء من تعريفهم موضوع العلم.
٢. عدم لزوم وجود الموضوع لكلّ علم ،
وذلك لأنّ كلّ علم عبارة عن عدّة مسائل متشتتة يجمعها اشتراكها في حصول غرض واحد ،
ولا يحتاج وراء ذلك إلى وجود موضوع يبحث عن أعراضه الذاتية.
قال المحقّق الإصفهاني : إنّ العلم
عبارة عن مركب اعتباري من قضايا متعددة يجمعها غرض واحد. [١]
٣. القول بالتفصيل بين العلوم الحقيقية
والاعتبارية بلزوم وجود الموضوع في الأُولى دون الثانية ، وهو خيرة العلاّمة
الطباطبائي. [٢]
استدلّ للقول الأوّل بقاعدة « الواحد لا
يصدر إلاّ من واحد » ببيان أنّ الغرض الواحد المترتب على مجموع المسائل يتوقف على
وجود جامع بينها وإلاّ يلزم صدور الواحد عن الكثير.
يلاحظ
عليه : أنّ القاعدة على فرض صحّتها مختصة
بالواحد البسيط الذي ليس فيه رائحة التركيب ، كالعقل الأوّل ، بناء على أنّه إنيُّ
الوجود ، فهو لا يصدر إلاّ عن الواحد ، وذلك لأنّه يجب أن يكون بين العلة والمعلول
رابطة بها يصدر المعلول عن العلة ، وإلاّ فلو صدر من دون وجود صلة بينهما يلزم أن
يصدر كلّ