اتّفقت كلمة علماء الأُصول على أنّ
المشتق حقيقة في المتلبّس بالمبدأ ، ومجازٌ فيما يتلبس به في المستقبل ، واختلفوا
فيما انقضى عنه المبدأ ، وقبل الدخول في صلب الموضوع ، نقدّم أُموراً :
الأوّل : تعريف
المشتق
المشتق هو اللفظ المأخوذ من لفظ آخر ،
ويسمّى الأوّل فرعاً ، والثاني أصلاً ، ولابدّ بينهما من مناسبة حتى يتحقّق الأخذ
وقد قسّموه إلى صغير وكبير وأكبر. لأنّ الفرع إمّا أن يشتمل على حروف الأصل
وترتيبه ، فهو الأوّل ، وإذا أطلق لا ينصرف إلاّ إليه. وإمّا أن يشتمل على حروفه
دون ترتيبه ، وهو الاشتقاق الكبير ، كما قيل : إنّ « فسر » مأخوذ من سفر ، ويقال :
« أسفر النقاب » إذا رفع ، والتفسير أيضاً رفع النقاب عن وجه المراد ؛ وإمّا أن لا
يشتمل على حروفه فضلاً عن ترتيبه وهو الأكبر كثلم وثلب. [١]
[١] لاحظ في الوقوف
على تفصيل الأقسام : الفصول الغروية : ٥٨ ـ ٥٩.