نام کتاب : أربع رسائل كلاميّة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 58
يونس بن ظبيان عن
الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام أنّه قال : « الاشتهار بالعبادة ريبة. إنّ أبي حدّثني عن
أبيه عن جدّه عليهم الصلاة والسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أعبد النّاس من أقام الفرائض ، وأسخى النّاس من أدّى
زكاة ماله ، وأزهد الناس من اجتنب الحرام ، وأتقى الناس من قال الحقّ فيما له
وعليه ، وأعدل النّاس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه ، وأكيس
الناس من كان أشدّ ذكرا للموت ، وأغبط الناس من كانت تحت التراب قد أمن العقاب
ويرجو الثواب ، وأغفل الناس من لم يتّعظ بتغيّر الدنيا من حال إلى حال ، وأعظم
الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا ، وأعلم الناس من جمع علم الناس
إلى علمه ، وأشجع الناس من غلب هواه ، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما ، وأقلّ الناس
قيمة أقلّهم علما ، وأقلّ الناس لذّة الحسود ، وأقلّ الناس راحة البخيل ، وأبخل
الناس من بخل بما أفترض الله عزّ وجلّ عليه ، وأولى الناس بالحقّ أعلمهم به ،
وأقلّ الناس حرمة الفاسق ، وأقلّ الناس وفاء الملوك ، وأقلّ الناس صديقا الملك ،
وأفقر الناس الطامع ، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا ، وأفضل الناس إيمانا
أحسنهم خلقا ، وأكرم الناس أتقاهم ، وأعظم الناس قدرا من ترك ما لا يعنيه ، وأورع
الناس من ترك المراء وإن كان محقّا ، وأقلّ الناس مروءة من كان كاذبا ، وأشقى
الناس الملوك ، وأمقت الناس المتكبّر ، وأشدّ الناس اجتهادا من ترك الذنوب ، وأحكم
الناس من فرّ من جهّال الناس ، وأسعد الناس من خالط كرام الناس ، وأعقل الناس
أشدّهم مداراة للناس ، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة ، وأعتى الناس من
قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأحقّ
الناس بالذنب السفيه المغتاب ، وأذلّ الناس من أهان الناس ، وأحزم الناس أكظمهم
للغيظ ، وأصلح الناس أصلحهم للناس ، وخير الناس من انتفع به الناس » [١].