نام کتاب : أربع رسائل كلاميّة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 250
تعالى فيها صفة
كمال لزمه النقص قبل إحداثها ، وإن كان صفة نقص استحال اتّصاف الواجب تعالى به.
استدلّت الكراميّة
بعروج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الجهة العليا ، ولو لا اختصاصه تعالى بها لانتفت
الفائدة [١].
قلنا : لا نسلّم
نفي الفائدة على تقدير عدم الاختصاص ؛ لما رواه يونس بن عبد الرحمن ، قلت لموسى
الكاظم عليهالسلام : لأيّ علّة عرج الله بنبيّه إلى السماء ، ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى
حجب النور وخاطبه وناجاه هناك والله لا يوصف بمكان؟ قال عليهالسلام :
إنّ الله لا يوصف
بمكان ولا يجري عليه زمان ، ولكنّه جلّ وعزّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان
سماواته ويكرمهم بمشاهدته ويريه من عظمته ما يخبر به بعد هبوطه [٢].
قوله : ( والاتّحاد ).
أقول : ذهب قوم من الأوائل إليه والنصارى ، وهو أيضا مذهب لبعض
الصوفيّة ، فإنّ العارف عندهم إذا وصل نهاية مراتبه انتفت هويّته ، وصار الموجود
هو الله وحده ، ويسمّون تلك المرتبة : الفناء في التوحيد [٣].
والدليل على
امتناعه : أنّ الذات ـ المتّحد الله سبحانه بها ـ لا جائز أن تكون واجبة ؛ لما مرّ
غير مرّة ، فهي إذن ممكنة. فإمّا أن توصف ذاته تعالى بعد الاتّحاد بالوجود خاصّة ،
فلا أثر حينئذ للذات الممكنة معها ، وإلاّ لما تخلّف الإمكان عنها لو كانت موجودة
، أو توصف بالإمكان خاصّة ، فينعكس الاستدلال ويلزم زوال وجوب الواجب عنه ، وهو
محال ؛ أو توصف بهما فيجتمع المتقابلان ؛ أو لا توصف بشيء منهما فيلزم عدمها ؛
لاستحالة وجود ذات خارجا لا يوصف بأحدهما.