نام کتاب : أربع رسائل كلاميّة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 107
ميدانها غير
مسخّرة للقوّة العاقلة كانت كالبهيمة قبل روضها ، تقودها الشهوة تارة ، والغضب
تارة لأجل إثارة الوهم والتخيّل لهما إلى ملائمهما ، فيختلف تحرّكها لأجل اختلاف
دواعيها ، فتكون أمّارة بالسوء.
وأمّا بعد روضها
بغلبة القوّة العاقلة العمليّة حتى صارت النفس مؤتمرة بأوامرها منتهية من زواجرها
انتظمت حركاتها ، فتكون مطمئنّة.
وإن خرجت القوّة
الحيوانيّة عن طاعة القوّة العاقلة في بعض الأحيان ، ثمّ فاءت ولامت نفسها على ذلك
، كانت لوّامة ، وقد أشار في الذكر الحكيم [١] إلى الثلاثة في مواضع.
وجناب
القدس ومحلّ الأنس. إشارة إلى الالتفات إلى الحقّ تعالى ، فإنّ من قاد نفسه في تلك الطرائق
وصرفها عن تلك العوائق ، طهرت عن الكدورات ، وأنست بمحبوبها في الخلوات.
بقي أن نعرف معنى
الخيال والوهم والإحساس والعقل.
فالخيال قوّة مركوزة في التجويف الأوّل من الدماغ ، وفعلها حفظ
الصورة المحسوسة بعد غيبتها عن الحسّ ، ويمكن أن يريد به المتخيّلة ، وهي قوّة
مركوزة في التجويف الأوسط في الدماغ ، وفعلها التصرّف في ما في الوهم والحافظة ،
وقد يستعين العقل بها في المعقولات ؛ لأنّها آلة الوهم الذي هو آلة العقل.
والوهم : قوّة مركوزة في آخر التجويف الأوسط من الدماغ ، وفعلها
إدراك المعاني
[١] في قوله تعالى :
( وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي
إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي ) يوسف (١٢) : ٥٣. وفي قوله تعالى : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) الفجر (٨٩) : ٢٧. وفي قوله تعالى : ( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ )
القيامة : (٧٥) : ٢.