المتوفى ١٣٣٨
يا راكب القود تجوب الفلا
وتقطع الأغوار والأنجدا
عرّج على الطف وعرّس بها
عني وقف في أرضها مكمدا
وانشد بها من كل ترب العلا
من هاشم مَن شئت أن تنشدا
فكم ثوت فيها بدور الدجى
وكم هوت فيها نجوم الهدى
وكم بها للمجد من صارم
عضبٍ على رغم العلى أغمدا
كل فتى يعطي الردى نفسه
ولم يكن يعطي لضيم يدا
يخوض ليل النقع يوم الوغى
تحسبه في جنحه فرقدا
يصدع قلب الجيش إما سطا
ويصدع الظلماء إما بدا
تلقاء مثل الليث يوم الوغى
بأساً ومثل الغيث يوم الندى
إن ركع الصارم في كفه
خرّت له هام العدى سجّدا
لم يعترض يوم الوغى جحفلاً
إلا وثنّى جمعه مفردا
سامهم الذل بها معشر
والموت أحلى لهم موردا
ومذ رأوا عيشهم ذلة
والموت بالعز غدا أرغدا
خاضوا لظى الهيجاء مشبوبة
واقتحموا بحر الردى مزبدا
وقبّلوا خدّ الظبا أحمراً
وعانقوا قدّ القنا أغيدا
وجرّدوا من عزمهم مرهفاً
أمضى من السيف إذا جرّدا
يفدون سبط المصطفى أنفساً
قلّ بأهل الأرض أن تفتدى