المتوفى ١٣٣٤
ومن ينظر الدنيا بعين بصيرة
يجدها أغاليطا وأضغاث حالم
ويوقظه نسيان ما قبل يومه
على أنها مهما تكن طيف نائم
ولا فرق في التحقيق بين مريرها
وما يُدّعى حلواً سوى وهم واهم
فكيف بنعماها يُغرّ أخو حجى
فيقرع إذ عنه انزوت سنّ نادم
وهل ينبغي للعارفين ندامة
على فائتٍ غير اكتساب المكارم
وما هذه الدنيا بدار استراحة
ولا دار لذّاتٍ لغير البهائم
ألم تر آل الله كيف تراكمت
عليهم صروف الدهر أيّ تراكم
أما شرقت بنت النبي بريقها
وجرعها الأعداء طعم العلاقم
أما قتل الكرار بغياً بسيف مَن
بغى وطغى فيما أتى من مآثم
عدوّ إله العالمين ابن ملجم
واشقى جميع الناس من دور آدم
وإن أنس لا أنس الحسين وقد غدا
على رغم أنف الدين نهب الصوارم
قضى بعدما ضاقت به سعة الفضا
فضاق له شجواً فضاء العوالم
فما لنزار لا تقوم بثأرها
فترضع حرباً من ضروع اللهاذم
فهل رضيت عن سفك آل أمية
دماها بإجراء الدموع السواجم
هبوا القتل فيكم سيرة مستمرة
فهل عرفت كيف السبى ابنة فاطم
أهان عليكم هجمة الخيل جدرها
كأن لم يكن ذاك الخبا خدر هاشم