يحيى الحصكفي
أفوت مغانيهم فأقوى الجلَدُ
ربعانِ بعد الساكنين فدفدُ [١]
صاح الغراب فكما تحمَّلوا
مشى بها كأنه مقيَّد
تقاسموا يوم الوداع كبدي
فليس لي منذ تولوا كبد
ليت المطايا للنوى ما ضلعت
ولا حدا من الحداة أحد
على الجفون رحلوا وفي الحشى
تقيّلوا وماء عيني وردوا
وأدمعي مسفوحة وكبدي
مقروحة وغُلّتي ما تبرد
وصبوتي دائمة ومقلتي
دامية ونومها مشرد
تيمني منهم غزال أغيد
يا حبذا ذاك الغزال الأغيد
حسامه مجرَّد وصرحه
ممرّدٌ وخدّه مورّد
كأنما نكهته وريقه
مسك وخمر والثنايا بَرَد
يقعده عن القيام ردفه
وفي الحشى منه المقيم المقعد
أيقنت لما أن حدا الحادي بهم
ولم أمت أن فؤادي جامد
كنتُ على القرب كئيباً مغرماً
صباً فما ظنك بي إذ بعدوا
هم الحياة أعرقوا أم أشأموا
أم أيمنوا أم أتهموا أم أنجدوا
ليهنهم طيب الكرى فانه
من حظّهم وحظ عيني السهد