responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 36

بالرّضا والتسليم للظروف والعوامل الموضوعية ، لماذا؟ .. لأنه يعيش ظروفا معنوية عالية. إنه موحّد للّه عقيديا وعمليا ، وعابد وساجد للّه » [١].

هذا الثبات المنقطع النظير هو ثمرة يانعة من ثمار العبادة والصلاة اللتين جعلتا وجهه يتلألأ كالبدر كلما سقط شهيد جديد من أهل بيته أو أصحابه ، حتى ان هذا الأمر قد أذهل أعداءه وكانوا يتجنّبون التقرّب إليه لشدّة سطوع الأنوار المنبعثة من محيّاه وقسمات وجهه ، وكان وجهه يزداد إشراقا كلما ازدحمت الخطوب وتكاثر الأعداء المحيطون به. حتى أن أحدهم أبدى دهشته وإعجابه بقوله : « واللّه ما رأيت مكثورا قط قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ، ولا أمضى جَنانا منه عليه‌السلام ، إنْ كانت الرّجّالة لتشدُّ عليه فيشدُّ عليها بسيفه ، فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المِعزى إذا شدَّ فيها الذئب » [٢].

أجل كان رابط الجأش ، علما بانه كان يقاتل وهو في أشد حالات العطش. ما هو السر يا ترى؟. لا يمكن تفسير ذلك وفق المقاييس المادية ، وانما يمكن إرجاعها إلى الزخم المعنوي الهائل الذي يحصل عليه الحسين عليه‌السلام من خلال جسر الصلاة التي أخذت تُغذي بمائها المعنوي عروقه اليابسة وشفاهه الذابلة ، كما يُغذي ماء الحياة العود اليابس.

خصوصا وانه لم ينس أو يتناس الصلاة ، حتى في أحرج ساعاته قدوة بأبيه علي عليه‌السلام الذي لم يؤخر صلاته المفروضة في أحرج ساعات الحرب ،


[١] انظر : الملحمة الحسينية / الشهيد مرتضى المطهري : ٣ / ٢١.

[٢] الإرشاد ٢ : ١١١.

نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست