إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ ربي على صراط مستقيم » [١].

النص المتقدم يكشف النقاب عن ان علم الحسين عليه‌السلام للغيب هو عن طريق جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو علم عن ذي علم ، ومن الغرائب التي يجدها الباحث حول موضوع البعد الغيبي في النهضة الحسينية أن هناك روايات متواترة ومشهورة تتناقلها الألسن عن المصير المأساوي لحياة الحسين عليه‌السلام ، أفصح عنها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أكثر من مناسبة ، ولأكثر من شخصية ، وبصورة مبكرة ، أي منذ ميلاد الحسين عليه‌السلام ، ومن الشواهد على ذلك روى الشيخ الطوسي بأسانيد معتبرة إلى الإمام الرِّضا عليه‌السلام عن آبائه ، عن اسماء بنت عميس ، قالت : لما ولدت فاطمة الحسين عليهم‌السلام كنت أخدمها في نفاسها ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : هلّمي ابني يا أسماء. فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأخذه وجعله في حجره ، وأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى. قالت : ثم بكى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : انه سيكون لك حديث ، اللّهم العن قاتله ، لا تعلمي فاطمة بذلك .... قالت : ثم وضعه في حجره وقال : يا أبا عبداللّه ، عزيزٌ عليَّ ـ ثم بكى ـ فقلت : بأبي أنت وأمي ، مم بكاؤك في هذا اليوم ، وفي اليوم الأول؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبكي على ابني هذا ، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية ، لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة .. » [٢]. وفي موقف آخر يكرّر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الحقيقة المرّة لأم الفضل ، ويفهمها ذلك بالفم الملآن وبالصراحة