responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 170

ربّه ـ في التكفير عن خطئه ، تاركا أمر المسلمين للمسلمين ، بل إنه أمعن في تحويل الإسلام إلى ملك عضوض ، فأخذ البيعة ليزيد كولي عهد له .. انتزعها بالذهب وبالسيف ، ثم هاهو يزيد يتربع على عرش أبيه بعد وفاته ، فيهمل أمر المسلمين ، ويعكف على اللّهو بفهوده وقروده حتى يُلقب بـ ( يزيد القرود )! .. ثم يسلط قواده ورجاله على العباد ويستبيح البلاد ، ويرسل إلى الأصحاب والأشراف من أجل مبايعته!

رفض الإمام الحسين عليه‌السلام طلب البيعة الذي تقدم به ( الوليد بن عتبة ) أمير المدينة ، وخرج من المدينة هو وبعض أقطاب المعارضة كعبد اللّه بن الزبير وتوجه إلى مكة ، وهناك في الحرم الآمن أحس بعدم الأمن ، وخشي على الكعبة المشرفة من أن تُنتهك حرمتها بقتله واغتياله ، لذلك خرج يريد العراق بناءً على الكتب المرسلة إليه من أهله ، التي تدعوه إلى القدوم ، وتعده بالسمع والطاعة.

أدرك أصحاب الحسين عليه‌السلام عدالة قضيته ، وأنه حين خرج إلى الكوفة لم يكن طالبا لدنيا ولا جاه ، وإنما كان مستجيبا لسلطان الإيمان الذي لا يعطى ولا يُغلب. لقد رأى القائد ( الحسين عليه‌السلام ) وصحبه ( الجند ) أن الإسلام بكل قيمه الغالية وأمجاده العالية ، يتعرض لمحنة قاسية يفرضها عليه بيت أبي سفيان ، ورأى الحسين عليه‌السلام ويشاركه في هذه الرؤية جنده أن خطيئة الصمت والسكوت تجتاح السواد الأعظم من الناس رغبةً ورهبةً أحيانا. وقد وعى الأصحاب جيدا المستجدات ، لما امتازوا به من وضوح في الرؤية ، فصمموا على اختيار الخيار الأصعب ، المتمثل بالانضمام إلى جبهة الحسين عليه‌السلام الذي أعلن هدفه ـ منذ البداية ـ وبدون لبس أمام الناس.

نام کتاب : أبعاد النهضة الحسينية نویسنده : الذهبي، عباس    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست