والظلمة. وقال عليه السلام في العبارة الرابعة: «وَنَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ» فهلكة الإنسان
في اتّباع هوى النفس، فإذا كبح الإنسان هوى النفس بالتقوى نجا من الهلكة.
وقال عليه السلام في الخامسة: «بِهَا
يَنْجَحُ الطَّالِبُ» فالتقوى هي الصراط المستقيم
البعيد عن كل إفراط وتفريط وتقصير وعدوان، ومن الطبيعي أن يختزل الصراط المستقيم
ليوصل الإنسان بأقل مدّة إلى الهدف.
ال عليه السلام في السادسة: «وَيَنْجُو
الْهَارِبُ» فالعذاب الإلهي يطال عبدة الأهواء، والمتقون
بعيدون عن الأهواء، وكما ورد في الآيتين 71- 72 من سورة مريم: «وَإِنْ مِّنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّك
حَتْماً مَّقْضِيّاً* ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ
فِيهَا جِثِيّاً» وقال عليه السلام في العبارة السابعة والأخيرة
التي تعتبر عصارة العبارات السابقة «وَ تُنَالُ
الرَّغائِبُ[1]»، لِمَ عدّ اللَّه الأتقى أكرم إنسان عنده. «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّه أَتْقَاكُمْ»[2] ولم كانت
التقوى مفتاح الجنّة «تِلْك الْجَنَّةُ
الَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً»[3]، ولِمَ لا ينفك الأنبياء وأئمة أهل البيت
عليهم السلام وأولياء اللَّه عن التأكيد على أنّ أهم شيء هو التقوى ولم كانت
ضرورة في الوصية بالتقوى في كلّ صلاة جمعة وفي كلا الخطبتين؟
***
[1]. «رغائب» جمع «رغيبة» الطلب المهم
من مادة رغبة.