responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 313

اللهمَّ صُنْ وَجْهِي بِالْيَسَارِ، وَلَا تَبْذُلْ جَاهِيَ بِالْاقْتَارِ، فَأَسْتَرْزِقَ طَالِبِي رِزْقِك، وَأَسْتَعْطِفَ شِرَارَ خَلْقِك، وَأُبْتَلَى بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي، وَأُفْتَتَنَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي، وَأَنْتَ مِنْ وَرَاءِ ذلِك كُلِّهِ وَلِيُ‌الْاعْطَاءِ وَالْمَنْعِ؛ «إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ء قَدِيرٌ».

الشرح والتفسير: الغنى عن شرار الخلق!

ذكر الإمام عليه السلام في هذا الدعاء القصير مطالب عميقة ضمن ثمان عبارات فهو دعاء ودرس في الأخلاق، فبيّن في البداية أصل الدعاء بعبارتين فقال: «اللهمَّ صُنْ‌ [1] وَجْهِي‌ [2] بِالْيَسَارِ [3]، وَلَا تَبْذُلْ جَاهِيَ‌ [4] بِالْاقْتَارِ [5]».

ليس المراد من «اليسار» الغنى بالمعنى السائد في العرف، بل المراد الغنى عن الآخرين المقترن بالكفاف والعفاف، وإلّا فالغنى بالمعنى المذكور يؤدي أحياناً إلى إراقة ماء الوجه، وهنالك تفسيران للعبارة «وَلَا تَبْذُلْ جَاهِيَ بِالْاقْتَارِ» بالنظر إلى أنّ «ولا تبذل» من مادة «بذل» و «بذل» له معنيان: أحدهما العطاء والفقدان، والآخر القدم والضياع: التفسير الأوّل اللّهم لا تتوفاني على الفقر، والآخر لا تبتذل شخصيتي بالفقر.


[1]. «صن» من «الصيانة».

[2]. «وجه» تعني هنا الكرامة وإن كان معناها الأصلي هو الوجه.

[3]. «اليسار» من «اليسر» السهولة والغنى وهو المعنى المراد في العبارة.

[4]. «جاه» القدر والمقام والشرف.

[5]. «اقتار» من «القتور» على وزن «فتور» المشقّة في الإنفاق.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست