ذكر الإمام عليه السلام في هذا الدعاء القصير مطالب عميقة ضمن ثمان عبارات فهو
دعاء ودرس في الأخلاق، فبيّن في البداية أصل الدعاء بعبارتين فقال: «اللهمَّ صُنْ[1] وَجْهِي[2] بِالْيَسَارِ[3]، وَلَا تَبْذُلْ جَاهِيَ[4] بِالْاقْتَارِ[5]».
ليس المراد من «اليسار» الغنى بالمعنى السائد في العرف، بل المراد الغنى عن
الآخرين المقترن بالكفاف والعفاف، وإلّا فالغنى بالمعنى المذكور يؤدي أحياناً إلى
إراقة ماء الوجه، وهنالك تفسيران للعبارة
«وَلَا تَبْذُلْ جَاهِيَ بِالْاقْتَارِ» بالنظر
إلى أنّ «ولا تبذل» من مادة «بذل» و «بذل» له معنيان: أحدهما العطاء والفقدان،
والآخر القدم والضياع: التفسير الأوّل اللّهم لا تتوفاني على الفقر، والآخر لا
تبتذل شخصيتي بالفقر.