responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 220

بصفوف المنافقين.

فمن جانب غارا على بيت مال المسلمين في البصرة وقتلا خزان بيت المال واستغلاه لإثارة معركة الجمل.

ومن جانب، آخر أجّجا نيران فتنة الجمل التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين وأسسا للحروب الأهلية.

ومن جانب ثالث، أخرجا زوج النّبي صلى الله عليه و آله من بيتها وجعلوها مطية لأهوائهم السياسية فانتهكا من خلال ذلك حرمة النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله.

ومن جانب رابع، كلاهما قتل في تلك المعركة ولم يحققا اطماعهما الشخصية، وبالطبع سيذوقا وبال أمرهما يوم القيامة بما سوّدا به صحيفة أعمالهما.

هذه كلّها نتائج حبّ الجاه وحبّ الدنيا، الأمر الذي عدّه جميع الأنبياء والأولياء مصدر جميع الذنوب فقد قال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «حُبُّ الدُّنْيا رَأْسُ كُلِّ خَطيئَة» [1].

وقد بيّن الإمام عليه السلام هذه الحقيقة بوضوح بعبارات موجزة عقب الجمل طبق رواية المرحوم الشيخ المفيد، قال ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة في قضية معركة الجمل: «مرّ الإمام عليه السلام بعد الجمل بطلحة قتيلًا فقال: أجلسوه، فأجلسوه، فقال: «لَقَدْ كانَ لَك قَدَمٌ لَوْ نَفَعَك وَلكِنَّ الشَّيْطانَ أَضَلَّك فَأَزَّلَك فَعَجَّلَك إلَى النّارِ» [2].

2. الكفاءة الشرط الاوّل لكل عمل‌

صرّح الإمام عليه السلام مختتماً خطبته المذكورة بأنّ طائفة اشرأبّت أعناقها لنيل الحكومة الإسلاميّة؛ وحيث لم تكن جديرة بها فقد كسرت رقبتها، إشارة إلى أنّ كلّ عمل ومشروع يتطلب كفاءة معينة ولا يكفي مجرّد الرغبة بالشي‌ء بغية الوصول إليه‌


[1]. روى المرحوم الكليني في كتاب «الكافي» حديثاً مشهوراً قي شعب الذنوب ودوافعها عن الإمام زين العابدين عليه السلام جاء في آخره: «فَقالَ الأَنْبِياءُ وَالْعُلَماءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِك: حُبُّ الدُّنْيا رَأسُ كُلِّ خَطيئَة». (الكافي، ج 2، ص 131، ح 11، باب ذنب حبّ الدنيا).

[2]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 1، ص 247.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست