responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 199

إلّا أنّ النوع الثاني يناقضه تماماً؛ أي‌إذا مُدحَ الأشرار وغير المستحقين وأثني عليهم أكثر من الحد وكانت دوافع ذلك العوامل السياسية والحبّ والبغض الشخصي تشجّع الطالحون ويئسَ الفضلاء والخيرون، فينفرد المتملقون في الميدان والمجتمع ويتقوقع الصادقون المخلصون.

قال علي عليه السلام: «إيّاك وَالْمَلَقُ فَإنَّ الْمَلَقَ لَيْسَ مِنْ خَلائِقِ الايمانِ» [1].

وقال النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله: «أُحْثُوا في وُجُوهِ الْمُدّاحينَ التُّراب» [2].

والنقطة الأخيرة في هذه الرسالة ونرى من الضروري ذكرها أنّ للمدح أحياناً جانباً إيجابياً ويتصف بالشروط المذكورة، لكنه يخلق حالة شاذة لدى الرأي العام ويتهم الممدوح بحب المادح وهذا ما ينبغي أيضاً الابتعاد عنه، وأكثر ما ورد في هذه الخطبة من هذا القبيل.

2. ألسنة التملق‌

التملق كما قيل، المدح والثناء الذي يتجاوز الحدود والكلام الجُزاف في فضائل الأفراد للتقرب منهم والاستفادة من منافعهم المادية، حتى ذكر الصفات الحقيقية لشخص دون الإشارة إلى نقاط ضعفه يعدّ نوعاً من التملق، وأبعد من ذلك ما يفعله بعض المتملقين ممّن جعل نقاط الضعف كنقاط القوّة والتملق عادة لأرباب القدرة والجاه والذي يعتبر من أعظم المخاطر التي تهدد الولاة والحكام والمدراء، لأن أول شرائط الإدارة المعرفة بالحقائق المتعلقة بحيز الإدارة والمتملقون يغطون الحقائق ويخفونها عن انظار المدراء والمسؤولين فيخلق ما لا يحصى من المفاسد.

والعجيب أنّ الزعماء الضالين غير المؤهلين غالباً ما يشجعون المتملقين ويمتعظون من قول الحق ويشعرون بالهدوء الكاذب من تملق المتملقين.


[1]. غرر الحكم، الحكمة 2696.

[2]. من لايحضره الفقيه، ج 4، ص 11.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست