خاض الإمام
عليه السلام في هذا القسم من الخطبة في خلق الملائكة ومختلف المسؤوليات والوظائف
التي يقومون بها، بعبارات تبطل فصاحة العرب وتجعل نسبة التراب إلى النضار الخالص
كما صرح بذلك ابن أبي الحديد. فقال عليه السلام:
«ثم خلق سبحانه السكان سمواته، وعمارة الصفيح
[1] الاعلى من ملكوته، خلقا بديعا من ملائكة، وملأ بهم فروج فجاجها،
يمكن ان تكون
(ثم) إشارة إلى خلق الملائكة بعد خلق الأرض وما عليها من كائنات، كما يمكن أن
تكون وردت للتأخير في البيان لا الزمان. ويبدو الاحتمال
[1] «صفيح» من مادة «صفح» تعنى في الأصل
الانبساط والسعة، وعليه فهى تأتي بمعنى السطح الواسع، وقدوردت هنا بمعنى السماء
الواسعة.
[2] «فتوق» جمع «فتق» بمعنى الشق في الشي أو
الفاصلة بين شيئين، والفارق بين «الفروج» جمع فرج بمعنىالشق هو سعة الفتق، كما قد
يكون إشارة إلى الشق الذي يفصل بين الشيئين، بينما ليس للفرج مثل هذا الفصل،
ولايعنى سوى الشق في الشي.
[3] «أجواء» جمع «جو» بمعنى الهواء أو الفاصلة
بين السماء والأرض.