responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 50

الإلهي التكويني، والأمر في آخر الجملة يعنى قوانين الخلق. أي أنّ اللَّه خلقها بهذا الشكل لتكون منقادة مستسلمة لهذه القوانين.

تأمّل: خصائص السماوات‌

لقد رسم الإمام عليه السلام بهذه العبارات صورة رائعة بليغة عن الخلقة العجيبة للسموات، فأشار أولًا: إلى‌ بداية خلقها على أنّها كانت في البداية بمثابة كتلة غازية عظيمة.

ثانياً: الانفجار الهائل الذي وقع في تلك الكتلة العظيمة، والانفصال الذي شهدته الكواكب والمجرات عن بعضها البعض.

ثالثاً: تعلق الكواكب في هذا الفضاء الواسع على أنه آية من آيات عظيمة وقدرته سبحانه تعالى.

رابعاً: الحركات المنظمة للكرات السماوية حول مداراتها والخالية من أية حركات عشوائية (بفعل توازن قوتى الجذب الطرد).

خامساً: حركة الملائكة وصعودها وهبوطها بين الأرض والسماء و المراكز المقدسة، حيث تهبط بالاوامر وتصعد بأعمال العباد.

سادساً: ارسال الشهب التي ترجم الشياطين حين تحاول الصعود إلى‌ السماء بغية استراق السمع، حيث بينها الإمام عليه السلام على سبيل الاختصار بعبارات قصيرة وبليغة حيث يتطلب كل منها بحثا مستقلًا.

ولاينبغي أن ننسى هنا أنّ كل ذلك قد حصل في زمان لم تكن تحكم العقول والأفكار فيه سوى‌ نظرية بطليموس في الأفلاك والسماوات. ولابدّ من الاذعان بأنّ بيان هذه الحقائق في ذلك الوقت قد يبلغ حدّ الاعجاز، ليدل دلالة واضحة على‌ مدى‌ علم الإمام عليه السلام الذي استقاه من مصادر غير عادية متعارفة [1].


[1] ورد شرح مفصل لهذا الموضوع في المجلد الأول من هذا الكتاب/ 102- 120.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست