كما يحتمل ان
يكون المراد بالآيات المحكمات آيات توحيد صريح القرآن الكريم والحجج البينات
الأدلة العقلية التي تنفي عن اللَّه سبحانه أي شبيه ونظير.
ويؤيد هذا
الاحتمال العبارات اللاحقة:
«وأنك أنت اللَّه الذي لم تتناه في العقول،
فتكون في مهب [3] فكرها مكيفاً، ولا في رويات خواطرها فتكون
محدوداً مصرفاً».
فقد أشار
الإمام عليه السلام في العبارة الاولى إلى عدم إدراك العقول لكنه ذاته وصفاته
سبحانه التي أشير إليها في بداية الخطبة. كما أشار في العبارة الثانية إلى عدم
إحاطة الأفكار بهذه الذات المطهرة، وذلك لأنّ هذه الأفكار لو أحاطت به، لكان
محدوداً بالضرورة، وما كان محدوداً طرأ عليه التغيير والزمان والمكان والجهات
الاخرى.
[3] «مهب» اسم مكان من مادة «هبوب» بمعنى موضع
هبوب الرياح، وقد شبهت العبارة المذكور الفكر بالنسيم الذي يهب من موضع؛ إلّاأنّ
كنه ذات اللَّه وصفاته سبحانه خارجة عن ذلك الموضع.