خاض الإمام عليه السلام في مرحلة اخرى تواجه الإنسان، بعد أنّ أشار إلى دنيا
الطالحين واللحظات المريرة التي يعيشونها آخر حياتهم حين الاحتضار. فقد تطرق عليه
السلام هنا إلى القيامة والحساب ليكمل بحث مصير الإنسان ويكون عبرة للاخرين، بهدف
اليقظة والابتعاد عن الانحراف وسلوك الصراط المستقيم.
فقال عليه السلام:
«حتى إذا بلغ الكتاب أجله، والأمر
مقاديره، وألحق آخر الخلق بأوله، وجاء من أمر اللَّه ما يريده من تجديد خلقه»،
نعم فحياة الإنسان في هذه الدنيا ليست هدفاً غائياً، بل هى مقدمة لتلك الحياة
الخالدة في ذلك العالم الخالد.
«أماد [1] السماء و فطرها، و أرج [2] الأرض و
أرجفها، [3] و قلع
جبالها و نسفها، [4]
[2] «أرج» من مادة «رجّ» على وزن
«حجّ» ومعناها التحريك الشديد.
[3] «أرجف» من مادة «رجف» على وزن
«كشف» بمعنى الاضطراب والاهتزاز الشديد، ومن هنا يطلق على الأخبار التي تثير
الفتنة ب «الأراجيف» والتي تسبب الاضطرابات في المجتمع.
[4] «نسف» من مادة «نسف» على وزن
«حذف» بمعنى وضع الحبوب التي يستفاد منها كمادة غذائية في الغربال، وتحريكه أو
يُذرى في الهواء من أجل فصل الحبوب عن القشور.