تعد هذه الخطبة من أفصح وأبلغ خطب نهج البلاغة إلى جانب عظم محتواها ومن هنا
أسموها بالزهراء. حتى صرح ابن أبي الحديد قائلًا: من أراد أن يتعلم الفصاحة
والبلاغة، ويعرف فضل الكلام بعضه على بعض فليتأمل هذه الخطبة، فانّ نسبتها إلى كل
فصيح من الكلام نسبة الكواكب المنيرة الفلكية إلى الحجارة المظلمة الأرضية، ثم
لينظر الناظر إلى ماعليها من البهاء، والجلالة والرواء والديباجة وما تحدثه من
الروعة والرهبة والمخافة والخشية؛ حتى لو تليت على زنديق ملحد مصمم على اعتقاد نفي
البعث والنشور لهدت قواه، وأرعبت قلبه، وأضعفت على نفسه، وزلزلت اعتقاده. [2]
والخطبة تتألف بصورة عامة من ثمانية أقسام:
القسم الأول: يتحدث عن عظمة قدرة اللَّه وعجز المخلوقات أمامه حيث يورد بعض
الامور الدقيقة بهذا الشأن.
[1] سند الخطبة: جاء في مصادر نهج
البلاغة أنّ المرحوم الرضي (ره) اقتطفها من الخطبة المعروفة بالزهراء، ورواها ابن
عبد ربّه المالكي في العقد الفريد والزمحشري والآمدي (مصادر نهج البلاغة 2/ 235).