في إشارة إلى أنّهم يحملونكم على أساس معاييرهم، فمن وافقها رغبوا فيه وإلّا
فلا، كما يحتمل أن يكون المراد بالعبارة الاولى أنّهم يمسكون بجميع مقدراتكم،
ويعطون لكل شخص ما يريدون.
والعبارة
«تخبطكم بباعها»
بالنظر إلى «تخبط» التي تعني تساقط ورق الأشجار بضرب الخشب وباع بمعنى الأيدي
المفتوحة إشارة إلى أنّهم يستذلونكم بكل ما اوتوا من قوة، وهذا هو اسلوب الحكام
الظلمة الذين يحرقون الاخضر واليابس في البلاد. و هذا هو أسلوب الحكومات المستبدة
التي تسوق الجميع حسب معاييرها و يفنى كل من يخالف تلك المعايير.
ثم يصف عليه السلام هذه الحكومة الجائرة بأنّها خارجة عن الإسلام، وقائمة على
أساس الضلال والفساد:
«قائدها خارج من الملة، قائم على
الضلة»
. هذه العبارة التي تشير إلى معاوية أو سائر حكام بني أمية، ناظرة إلى هذه
المعنى وهو أنّ زعماء هذه الجماعة ليس فقط لايعملون على ضوء قوانين الإسلام
ويتجاوزون ضروريات الدين فحسب، بل أساس عملهم ونشاطهم هو الضلال؛ الأمر الذي يشهد
به التأريخ.
ثم أشار عليه السلام إلى النهاية المأ ساوية لهذه الأحداث في أنّه لا يبقى
منكم آنذاك إلّاالنزر اليسير كالذي يتبقى في قعر القدر فاذا حرك وقع:
«فلا يبقى يومئذ منكم إلا ثفالة [3] كثقالة
القدر، أو