responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 325

القسم الأول: تجلى اللَّه للعباد

«الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُتَجَلِّي لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ، وَالظَّاهِرِ لِقُلُوبِهِمْ بِحُجَّتِهِ. خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، إِذْ كَانَتِ الرَّوِيَّاتُ لَا تَلِيقُ إِلَّا بَذَوي الضَّمائِرِ، وَلَيْسَ بِذِي ضَمِيرٍ فِي نَفْسِهِ. خَرَقَ عِلْمُهُ بَاطِنَ غَيْبِ السُّتُرَات، وَأَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ السَّرِيرَاتِ».

الشرح والتفسير

كما أوردنا سابقاً فانّ الإمام عليه السلام استهل الخطبة بحمد اللَّه والثناء عليه وذكر جماله وجلاله وأدلة وجوده سبحانه بعبارات قصار رائعة وهو يشير إلى‌ أدلة التوحيد، فقال عليه السلام:

«الحمد للَّه المتجلي»

. والواقع هو أنّ العبارة تشير إلى‌ برهان النظم الذي ورد في عدة آيات قرآنية التي تأخذ بيد الإنسان أحياناً إلى‌ السموات والسيارات والثوابت والمجرات العظيمة كما تصحبه أحيانا اخرى إلى‌ عمق الذرة ودقة بنائها العجيب وتنتقل به تارة إلى‌ عجيب خلقة الطيور، كما تريه تارة اخرى‌ اسرار البحار والمحيطات، فهى تريه عظمة الخالق من خلال المخلوقات، ويتضح ممّا تقدم ان الخلق في (لخلقه) تشير إلى الإنسان، وفي بخلقه إلى‌ جميع المخلوقات فاحدها خاص والآخر عام.

ثم أشار عليه السلام فيما بعد إلى‌ برهان الفطرة فقال:

«والظاهر لقلوبهم بحجيته».

فأية حجة أعظم من هذه، وهى حين يعود الإنسان إلى‌ قلبه وروحه يستمع نداء التوحيد يأتيه من كل مكان. ومن هنا مهما سعت الشياطين لانكار ذاته، وجهدت من أجل انحراف العباد، فبمجرّد زوال هذه التزيينات، وتلاشى السحب القاتمة للوساوس الشيطانية، تتجلى‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست