عاد الإمام
عليه السلام هنا ثانية إلى بيان صفات اللَّه سبحانه وتعالى، محذراً من الاقتراب
من وادي التشبيه، فلعل دلائل وجود اللَّه في عالم الخلقة والبحث عن آثار عظمته في
كل موضع من مواضع هذا العالم توسوس للإنسان أن يعتقد ببعض الصفات للَّه على غرار
صفات مخلوقاته، حتى أنّه ليسقط في مطب التجسيم على اللَّه، ليراه جسماً كسائر
مخلوقاته.
ومن هنا
ابتهل الإمام عليه السلام إلى اللَّه قائلًا:
«فاشهد أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك وتلاحم
[1] حقاق [2] مفاصلهم
المحتجبة لتدبير حكمتك، لم يعقد غيب ضميره على
معرفتك،
ولم يباشر قلبه اليقين بأنه لا ند لك، وكأنه لم يسمع تبرؤ التابعين من
[1] «تلاحم» من مادة «لحم» بمعنى الاتصال، شبيه
اتصال عضلات الجسم.