responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 309

2- الشريعة السمحاء

كما أوردنا في الخطبة المذكورة والرواية التي نقلناها في شرحها أنّ الإسلام لشريعة سهلة سمحاء؛ أي ليس هنالك من تكلف ولا عسر ولا حرج في ممارسته وطقوسه فهى لاتدعو إلى‌ الضجر والتعب.

والتمعن في أحكام الإسلام سواء في العبادات والمعاملات والروابط الإنسانية أو في العقوبات والجزاء يفيد أنّها برمجت على ذلك الأساس أيضاً. فقد روعي هذا الأصل حتى في أشد العقوبات الإسلامية من قبيل قتل الزاني بالمحصنة، وذلك لأنّ العقاب ان كان شديداً تعذر بسهولة إثبات الجرم. فعادة ما تثبت الدعاوى‌ بشاهدين، بينما يلزم هنا اربعة شهود. وهكذا الحال في اجراء بعض الحدود من قبيل الجلد، فقد أوصي باجرائه في الجو البارد في فصل الصيف، والحار في فصل الشتاء، وعدم رفع اليد إلى‌ مكان مرتفع وعدم ضرب المواضع الحساسة وما إلى‌ ذلك من الأوامر.

من جانب آخر فانّ هؤلاء المجرمين ينالون العفو عما ارتكبوا فيما إذا تابوا قبل القبض عليهم، اضافة إلى‌ العمل بقاعدة درء الحدود عند الشبهات في كافة الجرائم وعند بروز أدنى شك أو شبهة.

وقد جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لأحد أصحابه كلفوا الناس من دينهم ما يطيقون، ثم نقل له عليه السلام قصة ذلك المسلم الذي كان له جار كافر رغب في الإسلام، فكان يحمله صباحا وظهراً وليلًا إلى‌ المسجد، بحيث كان يقضي أغلب وقته فيه في أداء الواجبات والمستحبات. حتى فارق هذا الرجل الإسلام بعد أن شق عليه الأمر وقال: لا طاقة لي بهذا الدين. ثم قال الإمام عليه السلام:

«إن إمارة بني أمية كانت بالسيف والعسف، وإن إمارتنا بالرفق، والوقار، والتقية، وحسن الخلطة، والورع، والاجتهاد. فرغبوا الناس في دينكم، وفيما أنتم فيه» [1].


[1] الخصال للشيخ الصدوق 2/ الباب 7، ح 35.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست