responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 251

عاصف، وعن قليل تلتف القرون بالقرون، ويحصد القائم، ويحطم المحصود».

والعجيب أن ما تكهن به الإمام عليه السلام في هذه العبارات القصار قد وقع سريعاً، فقد طحنت الكوفة بفتن بني أمية ومن بعدهم بني العباس؛ لتصبح هذه المنطقة مركزاً المختلف الحوادث العنيفة، وكل من كان له أدنى المام بتاريخ الكوفة يدرك بسهولة عمق كلمات الإمام عليه السلام التي أوردها في هذه الخطبة.

والعبارة:

«تلتف القرون بالقرون»

إشارة إلى‌ الحروب الطاحنة التي خاضها مختلف الأقوام في العراق والكوفة، ولاسيما حروب بني أمية وبني العباس.

والعبارة:

«يحصد القائم، ويحطم المحصود»

كناية لطيفة عن الاضرار والخسائر التي تلحق بالامّة طيلة هذه الحوادث. فمن كان قائما صرع، و من كان مصروعا تحطم.

أمّا ابن أبي الحديد فقد قال في شرحه للعبارة:

«يحصد القائم»

كناية عن قتل أمراء بني أمية في الحرب و

«يحطم المحصود»

كناية عن قتل المأسورين منهم صبراً، وهكذا وقعت الحال.

والحق أن ماذكره ابن أبي الحديد هو بعض مصاديق المفهوم الواسع للعبارة المذكورة.

تأمّلان‌

1- الملاحم‌

ملاحم جمع ملحمة تعني في الأصل الواقعة المهمة المقرونة بالفتنة، وقد طالعتنا أغلب خطب نهج البلاغة في بعض الموارد التي يتحدث فيها أميرالمومنين علي عليه السلام عن الفتن المهمة التي تنتظر الناس، ثم يشرح جزئياتها، ويعلن صراحة أنه سمع ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله. ويبدو أن الإمام عليه السلام يهدف شيئين من هذه الأخبار: الأول: حب الإمام عليه السلام للناس الذي يدفعه لاخبارهم بغية تأهبهم واستعدادهم ليحذروا من أخطار هذه الفتن؛ بالضبط كمن يخبر الآخرين قبل وقوع الزلزال أو السيل؛ وان تعذر منعها، إلّاأنّ العلم المسبق يحد من هذه الاخطار، الثاني: افهامهم أنّ التواني عن الجهاد والضعف والاختلاف إنّما يقود إلى‌ مثل هذه الحوادث، علهم يفيقون إلى‌ أنفسهم فيتوبون وينيبون إلى‌ الله.

وسنبحث نظير هذه الامور في شرحنا للخطب 128 و 138 من هذه الكتاب.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست