وكم مرضت بيديك! تبتغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، غداة لا يغني عنهم
دواؤك، ولايجدي عليهم بكاؤك. [1]
كما قال عليه السلام: مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها، والسم الناقع في جوفها،
يهوي اليها الغر الجاهل، ويحذرها ذواللب العاقل. [2]
2- أكيس الناس
ورد في بعض الروايات سئل رسول الله صلى الله عليه و آله من أكيس المؤمنين؟
فقال صلى الله عليه و آله:
«أكيس المؤمنين أكثرهم ذكرا للموت،
وأشدهم له استعدادا» [3].
وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه و آله تحت عنوان:
«أكيس الناس وأحزمهم»
جاء في آخره:
«أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا
وكرامة الآخرة» [4].
والدليل على ذلك واضح لأن ذكر الموت وفناء الحياة عامل مهم في الصد عن الذنوب
والمعاصي التي تنشأ عادة من حب الدنيا والتعلق بزخارفها والحرص والطمع الذي ينسى
ذكر الموت والآخرة «فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا
اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلى البَرِّ إِذا هُمْ
يُشْرِكُونَ»[5].
ومن الامور التي حث عليها الإسلام زيارة القبور التي تهدف إلى احترام أرواح
الأموات من المؤمنين، إلى جانب كونها من العوامل المهمة في إيقاظ الإنسان، حيث
لايملك الإنسان هناك سوى الأذعان لهذه الحقيقة.