صعد الإمام عليه السلام هنا من حدة كلامه وامطار أرواح القوم بوابل تقريعه
ولومه، مع بيان نقاط ضعفهم، علهم يفيقون من غفلتهم ويجدوا في اصلاح أنفسهم، فقال عليه
السلام:
«يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث
واثنتين صم ذوو أسماع، و بكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار».
فالإمام عليه السلام يشير إلى عجزهم عن مشاهدة الأحداث والافتقار إلى
تحليلها الصحيح وعدم السعي للعثور على الحلول، فقد قبعوا في مخادعهم ينتظرون العدو
الذي لايأبه بشيىء، دون أن تتحرك لهم قصبة، أو يسمعوا رعيده ووعيده فيستعدوا
لمجابهته.
إلى جانب ذلك فهناك خصلتان لم تكن فيهم
«لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان
ثقة عند البلاء».
لا شك أنّ الحياة مليئة بالأحداث الساخنة والطبيعية: فأحياناً الحرب والقتال
والاخرى