responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 151

لن يكون بني أمية آنذالك طائفة خاصة. ثانياً: ليس هنالك من مجال لأن يتمنوا حكومة الإمام علي عليه السلام حين ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتطبيق كافة تعاليم السماء.

وبعبارة اخرى: فانّ هذه الامنية ستكون من قبيل تحصيل الحاصل. وهذا الكلام إخبار عن ظهور المسودة، وانقراض ملك بني أمية، ووقع الأمر بموجب إخباره عليه السلام؛ حتى لقد صدق قوله:

«لقد تود قريش ...»

، فانّ أرباب السير كلهم نقلوا أنّ مروان بن محمد قال يوم الزاب لما شاهد عبدالله ابن علي بن عبدالله بن العباس بازائه في صف خراسان: لوددت أنّ علي بن أبي طالب تحت هذه الراية بدلًا من هذا الفتى؛ والقصة طويلة وهى مشهورة. [1]

والأعجب من ذلك حين ولى أبو العباس السفاح الخلافة- وهو أول خليفة عباسي أمر بقتل كافة بني أمية، كما أمر بنبش قبورهم وأخراج الأموات منها واحراقها، ولم ينج منهم إلّا من هرب إلى‌ الأندلس- وقيل أنّ السفاح أمر بطرح موتى بني أمية أمام الكلاب لتنهش لحومهم. [2]

بل لقب أبوالعباس بالسفاح لكثرة قتله من بني أمية. [3]

ويتضح ممّا مر معنا أنّ الفرج الذي بشر به الإمام عليه السلام إنّما يقتصر على الفترة الممتدة بين حكومة بني أمية وبني العباس، أو بعبارة اخرى يرتبط بالمدة التي لم تقو فيها قدرة بني العباس إلى‌ الحد المطلوب، وذلك لأنهم حين توطدت دعائم حكومتهم وقويت شوكتهم، غاصوا في هالة من الظلم والاضطهاد ليجعلوا المسلمين يعيشون فترة مظلمة اخرى‌.

تأمّلان‌

1- ضريبة الفرار من الحق‌

شحن التأريخ بهذه التجربة في أنّ من يهرب من الحق والعزة والكرامة، إنّما يعيش حياته في ظل الذل والباطل. وأفضل نموذج على ذلك أهل العراق على عهد علي عليه السلام الذين لم يستجيبوا


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7/ 57.

[2] تتمة المنتهى/ 156.

[3] دائرة المعارف الاعلمي 10/ 405.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست