responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 146

الحسنة في الإسلام، بحسب الظاهر- حتى بثوا أولى بذور النفاق والفرقة والشقاق في صفوف الامّة الإسلامية، ولم تضع الحرب أوزارها إلّابعد مقتل أكثر من عشرين ألف من المسلمين، حتى تم الأمر لعلي عليه السلام فأخمد نيران تلك الفتنة. قضية أهل الشام وموقعة صفين والمطالبة بدم عثمان ورفع المصاحف على أسنة الرماح نموذج بارز آخر لهذه الفتنة، ولم تنطفى‌ نيرانها طائفة من الجهال المتنسكين وهم يرفعون شعار

«لاحكم إلّااللَّه»

ليشعلو فتيل موقعة النهروان فالواقع أنّ تأمل هذه النماذج العينية يمكنه أن يعلم الإنسان بصورة علمية كافة مميزات الفتنة ومداخلاتها كما بينها الإمام عليه السلام في هذه الخطبة.

2- حكومة بني أمية

بناءاً على ما أورده الإمام عليه السلام في هذه الخطبة فانّ حكومة بني اميّة كانت من أعظم وأعقد الفتن التي عصفت بالمسلمين منذ انبثاق الدعوة الإسلامية حيث قلبت الحضارة الإسلامية رأساً على عقب وصبغت الحكومة الإسلامية بصبغة الاستبداد والتسلط والغطرسة، تنتمي طائفة بني أمية إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. ومنها أبو سفيان أعدى أعداء الإسلام الذي أثار أغلب الحروب ضد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقد بذل قصارى جهده من أجل القضاء على الإسلام، إلّاأنّ إرادة اللَّه وقدرته حالت دون ذلك، حتى استسلم أخيراً بجحافل الإسلام بينهما أسر الكفر وظل يخطط من أجل كسر شوكة الدين، بينما صفح النبي صلى الله عليه و آله عن جرائمه. روى ابن أبي الحديد عن الشعبي أنّ عثمان لما ولي الخلافة، اجتمع بنوأمية في داره فاغلقوا الباب، وكان حينها أبوسفيان قد كف بصره فالتفت إليهم وسألهم: هل فيكم غيركم؟ قالو: لا، فقال عبارته المشهورة:

«يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة! فو الذي يحلف به أبو سفيان! ما من عذاب ولاحساب ولاجنّة ولانار ولابعث ولاقيامة» [1].

وهى ذات العبارة التي أطلقها معاوية بعد ان سمع مقالة المغيرة، كما وردت مثلها في الأشعار المعروفة ليزيد حين جاءوا إليه برأس الإمام الحسين عليه السلام. هذا وقد ألف علماء الفريقين عدة


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9/ 53.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست