responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 117

طريق انتقال صورتها الذهنية لديه، كما هو الحال عند الإنسان، بل علمه علم حضوري، أي أنّه حاضر في كل مكان، والموجودات برمتها حاضرة عنده، وهو محيط بها جميعاً، دون الحاجة لصورها؛ بالضبط كحضور الصور الذهنية للإنسان أمام روحه، لأنّ الصور الذهنية حاضرة بذاتها في روح الإنسان لاصورتها، واحاطة الإنسان بها نوع من الاحاطة الحضورية. فتأكيد الإمام عليه السلام في هذه الخطبة على علم اللَّه سبحانه بجميع جزئيات الوجود إنّما يبطل هذا الاعتقاد الفاسد لبعض الفلاسفة بشأن نفي علم اللَّه بالجزئيات.

3- ابن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة.

حين بلغ هذا العالم المشهور- شارح نهج البلاغة- هذا الموضوع من الخطبة بشأن علم اللَّه قال: لوسمع النضر بن كنانة هذا الكلام لقال لقائله ما قاله علي بن العباس بن جريح لاسماعيل بن بلبل:

جريح لاسماعيل بن بلبل‌

قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم‌

وكم أب قد علا يابن ذرا شرف‌

كما علا برسول اللَّه عدنان‌

إذ كان يفخر به على عدنان وقحطان، بل كان يقر به عين أبيه إبراهيم خليل الرحمن، ويقول له:

أنّه لم يعف ما شيدت من معالم التوحيد، بل أخرج اللَّه تعالى لك من ظهري ولدا ابتدع من علوم التوحيد في جاهلية العرب ما لم تبتدعه أنت في جاهلية النبط. بل لو سمع هذا الكلام أرسطو طاليس، القائل بانه تعالى لايعلم الجزئيات، لخشع قلبه و وقف شعره، واضطرب فكره، ألاترى ما عليه من الرواء والمهابة، والعظمة والفخامة، والمتانة والجزالة! مع ما قد أشرب من الحلاوة والطلاوة واللطف والسلاسة، لا أرى كلاماً يشبه هذا إلّاأن يكون كلام الخالق سبحانه، فانّ هذا الكلام نبعه من تلك الشجرة، وجدول من ذلك البحر، وجذوة من تلك النار؛ وشرح لآيات الخالق سبحانه‌ [1].


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7/ 23 بتصرف طفيف.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست