لو تأملنا
بدقّة وأجلنا الفكر في كلماته عليه السلام لاكتشفنا مدى قطعه الطريق أمام أي
انحراف عن مبدأ التوحيد وحقيقة صفات اللَّه، واتضح لدينا المفهوم الحقيقي لقوله
سبحانه وتعالى
فهذه المسألة
وإضافة لاكمالها الأبحاث المتعلقة بوحدة الوجود- بمعناها الصحيح- من شأنها أن تقف
حائلًا أمام أي انحراف في فهم الصفات الإلهية. إلّاأنّ أصحاب الضلالة قد وطأوا
وادياً لا يجر عليهم سوى الخجل والخيبة، ومنهم طائفة «المجسمة» التي أضفت صفات
الممكنات على اللَّه تبارك وتعالى فصوروه كجسم من الأجسام وقد انطوى على بعض
الأعضاء من قبيل الجسم واليد والرجل والشعر المجعد ومن باب أولى أن يحدوه بالمكان
والزمان فذهب البعض إلى إمكانية رؤيته سبحانه في الدنيا، بينما اقتصر بها البعض
الآخر على الآخرة.
فقد قال
المحقق الدواني- من مشاهير الفلاسفة- طبق نقل بحار الأنوار- أنّ: «المشبهة منهم من
قال: إنّه جسم حقيقة، ثم افترقوا فقال بعضهم: إنّه مركب من لحم ودم وقال بعضهم:
هو نور
متلألىء كالسبيكة البيضاء، طوله سبعة أشبار بشبر نفسه، ومنهم من قال: إنّه على
صورة إنسان، فمنهم من يقول: إنّه شاب أمرد جعد قطط، ومنهم من قال: إنّه شيخ أشمط
الرأس». [6]
والأدهى من
ذلك أنّهم قالوا ببعض الصفات الجسمية للَّهسبحانه من خلال ما نقلوه من