responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 53

«القياس»؛ أي قياس صفات اللَّه بصفات المخلوقات المفعمة بأنواع النقص والعيب، أو الاعتقاد بالصفات الزائدة على الذات؛ الورطة التي وقعت فيها الأشاعرة «فرقة من المسلمين». [1]

ولذلك أردف الإمام عليه السلام قائلًا:

«لشهادة كل صفة- من الممكنات- أنّها غير الموصوف وشهادة كل موصوف- من الممكنات- أنّه غير الصفة».

فكلامه عليه السلام دليل واضح وجلي في أنّ الصفات الزائدة على الذات تشهد بلسان حالها أنّها غير الموصوف، وكل موصوف يشهد بأنّه ليس من الصفات، اللّهم إلّا أن نقول بأنّ صفاته عين ذاته، ونؤمن بأنّ اللَّه ذات جميعها علم وجميعها قدرة وجميعها حياة وأزلية وأبدية، وإن كان إدراك مثل هذا الاعتقاد متعذر علينا نحن المخلوقات الذين أنسنا بصفات المخلوق فقط ونرى أنّ الإنسان شي‌ء وعلمه وقدرته شيئاً مضافاً للذات زائداً عليها، لأننا نلد من أمهاتنا وليس لنا من علم وقدرة ثم نحصل عليها لاحقاً.

ثم يواصل الإمام عليه السلام خطبته ويردفها بعبارة قصيرة إلّاأنّها عميقة المعنى فيقول:

«فمن وصف اللَّه سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله».

فالواقع أنّ كلام الإمام عليه السلام يفيد أن اثبات الصفات التي تتصف بها المخلوقات للَّه‌يستلزم التركب في وجوده سبحانه؛ أي كما أنّ المخلوق- الإنسان- مركب من الذات والصفات فان اللَّه مركب كذلك؛ بينما لا ينسجم هذا المعنى وواجب الوجود، لأنّ كل مركب يحتاج إلى أجزائه والحاجة تتناقض والغنى المطلق لواجب الوجود.


[1] الأشاعرة هم أتباع «أبو الحسن الأشعري» الذين يؤمنون بالمعاني، والمراد بالمعاني هو أن مفهوم الصفات من قبيل العالمية والغالبية و ... كالذات الإلهية قديمة أزلية، كما أنّها في نفس الوقت غير الذات الإلهية، وعليه فهم يعتقدون بأزلية بعض الأشياء، بعبارة اخرى يقولون بتعدد القدماء، وهى العقيدة التي تتنافى تماماً والوحدانية الخالصة، ولذلك ينفي أتباع أهل البيت عليهم السلام- على ضوء ما تلقوه عنهم من تعاليم كالذي جاء في هذه الخطبة وسائر خطب نهج البلاغة وكلمات أئمة العصمة عليهم السلام- هذه المعاني التي تمثل الصفات الزائدة على الذات، وقد أشارت العبارة «لا شريك له ولا معاني» لهذا الأمر.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست