responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 381

فلا يسمع ولا يرى ما حوله. امّا تعبيره عليه السلام ب

«تصرخ»

و

«تعج»

فهو تعبير في منتهى الروعة والجمال، حيث عبر عن الدماء التي تراق من غير حلها بالصراخ وكأن لهذه الدماء علم وشعور وإدراك، في حين ليس لهذا الجاهل المغرور مثل هذه المعاني فهو يعيش في جهل مطلق.

ومن هنا نعتقد بأنّ ما ذكره بعض الشرّاح من أنّ في الجملة تقدير ينسبون من خلاله هذه الصراخ إلى أولياء الدم وأصحاب الأموال إنّما يقضي على هذه اللطافة والروعة في التعبير.

على كل حال فان رسالة القضاء والقضاة التي تهدف إلى حفظ دماء الناس وأموالهم إنّما تضيع في ظل تصدي هؤلاء الجهال لمسند القضاء؛ الأمر الذي يقود بالتالي إلى تغييب أمن المجتمع وسيادة الفوضى.

والكلام شبيه ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في رواية «أبو ولاد» حين سمع عليه السلام اصدار بعض الأحكام القضائية الظالمة فقال:

«في مثل هذا القضاء وشبهه تحبس السماء ماءها وتمنع الأرض بركاتها» [1].

تأمّلات‌

1- آفات علماء السوء

لقد أشار الإمام عليه السلام في الخطبة إلى الآفات الخطيرة للجهال المتشبهين بالعلماء وعلماء السوء الذين يشقون أنفسهم وقومهم. وقد تتسبب بعض هذه الأخطار والآفات في سفك دماء الأبرياء وهضم حقوق المظلومين المستضعفين، فتصرخ تلك الدماء من الأحكام الظالمة كما فأن الأموال المهدروة من القضاء الجائر. فقد جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح» [2]

كما قال صلى الله عليه و آله:

«من أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم‌

الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك» [3].

والعجيب أن هؤلاء الأفراد كلما عملوا أكثر كان ضررهم أعظم، وهذا ما أشار إليه الإمام‌


[1] وسائل الشيعة 13/ 256.

[2] اصول الكافي 1/ 44.

[3] اصول الكافي 1/ 43.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست