responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 368

من ذوي حبّ الذات يتعلقون بشدة بأحاديثهم المبتدعة؛ التعلق الذي يؤدي إلى دعوة الآخرين إلى الضلال والانحراف.

القرآن أيضاً يقول: «وَما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ» [1]، وسنتطرق في الأبحاث القادمة- تأملات- إلى حقيقة البدعة ودوافعها ونتائجها. أمّا الوصف الرابع‌

«فهو فتنة لمن افتتن به».

وفي الصفة الخامسة والسادسة

«ضال عن هدى من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته»

. المراد بمن كان قبله الأنبياء وأوصيائهم بالحق؛ في إشارة إلى اتضاح سبيل الهداية مسبقاً بما لا يدع من مجال لسلوك طريق الضلال؛ مع ذلك فقد ولى ظهره لسبيل الهداية والقى بنفسه في ظلمات الضلال. والأنكى من ذلك أنّ اضلال هؤلاء الأفراد للآخرين لا يقتصر على حياتهم فهم مدعاة للضلالة حتى بعد وفاتهم، فهم شركاء في هذه الضلالة، حيث ورد في الحديث النبوي المشهور:

«من سنّ سنّة حسنة عمل بها من بعده كان له أجره ومثل اجورهم من غير أن ينقص من اجورهم شيئاً، ومن سنّ سنّة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير ان ينقص من اوزراهم شيئاً» [2].

فالعبارة تحذير حاد لُاولئك الذين يحثون الخطى نحو البدع ويشيدون صروح الضلالة، في أنّ شقائهم وبؤسهم سوف لن يقتصر على حياتهم بل قد يتجاوز حتى مماتهم بآلاف السنين وعليهم أن يدفعوا كفارة تلك البدع ويستعدوا لتحمل تبعاتها. كما ورد عن الإمام علي عليه السلام تحذير شديد آخر في الخطبة 164 حيث قال:

«وإنّ شر الناس عند اللَّه إمام جائر ضل وضل به فأمات سنة مأخوذة واحيى‌ بدعة متروكة»

وأمّا الوصفان الأخيران المترتبان على الصفات السابقة فهما

«حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته»

فالعبارة ليست كلاماً تعبدياً؛ بل هى منطقية تماماً. وذلك لأنّ أية معونة ومساعدّة في ارتكاب الذنب تعدّ شركة فيه؛ ولما كان أتباع هؤلاء المضلين يقارفون الذنوب بمحض إرادتهم فلا ينقص من ذنبهم شيئاً، وهذا ما أشار له القرآن الكريم صراحة في الآية 25 من سورة النحل إذ قال‌ «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً


[1] سورة رعد/ 14.

[2] ميزان الحكمة 4/ 566، كما ورد مضمون هذا الحديث في عدّة روايات نقلتها أغلب الكتب.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست