responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 351

في الإسلام فتعود الجاهلية بأقطابها ليتسلموا زمام الامور، ولكن لما كانت هذه الخطبة قد أوردت إثر مبايعة الإمام عليه السلام مباشرة فان المعنى الأول يبدو هو الأنسب. ثم يؤكد الإمام عليه السلام هذا الأمر بقسم آخر

«واللَّه ما كتمت وشمة [1] ولا كذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم».

وما كل هذه الامور إلّاليفيق الناس ولا يستسلمون للمؤامرات كمؤامرة الجمل وصفين والنهروان ويعلموا أنّهم أمام امتحان صعب فيلتفتوا إلى أنفسهم، إلّاأنّ المؤسف له هو أنّهم لم يعيروا نصح الإمام عليه السلام أية آذان صاغية ولم يتدبروا الأمر فكان من ذلك أن فشلوا في الامتحان أيما فشل.

يبدو أنّ مراد الإمام عليه السلام من هذه العبارة هو المغيبات التي أطلعه عليها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وكما ذكرنا في حينه- في مبحث علم غيب النبي صلى الله عليه و آله والإمام- أنّ الأئمة المعصومين هم قادة الامّة على مدى العصور والدهور ولا يمكن لهذه القيادة إلّاتنطوي على علم الغيب والاحاطة بأسرار الماضي والمستقبل؛ وذلك لأنّ هناك رابطة وثيقة بين حوادث اليوم والأمس والغد، ومن هنا كانوا يطلعون أصحابهم على جانب ممّا ينتظرهم في المستقبل أو يعلنوا ذلك للناس ليكونوا أكثر حزماً ووعياً في التعامل مع الأحداث وينأوا بأنفسهم بعيداً عن حبال الشيطان وشراكه. وهذا ما نلمسه بوضوح كراراً ومراراً في سيرة الإمام علي عليه السلام وكيف أنّه حذر الامّة ولفت انتباهها إلى الأخطار التي تتربص بها. ومن الطبيعي أن يتعظ البعض ويتمرد البعض الآخر.

تأمّلان‌

1- التأريخ يعيد نفسه‌

من المعروف أن الأحداث التأريخية سلسلة من الوقائع المتكررة التي تتخذ أشكال مختلفة، ومن هنا فان الأفراد الذين يتأملون بعمق الماضي التأريخي يتمكنون من التعامل بمعرفة أفضل مع الحوادث الراهنة والآتية، ومن هنا رأينا القرآن الكريم مشحوناً بقصص‌


[1] «الوشمة» في الأصل بمعنى الخال الذي يوخز بالابرة ثم يطلي بمادة ملونة تحت الجلد، كما أطلقت على الأشياء الصغيرة كقطرة ماء المطر أو الحديث القصير، وقد وردت هنا بالمعنى الأخير.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست