responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 344

الماء يصيبه الظمآن» [1]

. وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«العدل أحلى من الشهد وألين من‌

الزبد وأطيب ريحاً من المسك» [2]

. وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

«العدل أساس به قوام‌

العالم» [3]

، كما قال عليه السلام:

«ما عمرت البلدان بمثل العدل» [4]

. فالحق أنّ أساس العالم قد شيد على العدل، والعدل بمفهومه الجامع يعني وضع الأشياء في مواضعها، فالسماء والأرض والمجرات والمنظومات الشمسية إنّما تتحرك حسب القانون والنظام والمواضع المخصصة لها، كما أن الالكترونات والبروتونات وسائر أجزاء الذرة ومداراتها إنّما تتحرك هى الاخرى‌ ضمن مواقعها المحددة لها. وإنّ أدنى خروج عن حالة الاعتدال والاتزان في بنية الإنسان أو أي من أجهزته فان ذلك سيؤدي إلى مرضه أو موته، وهذا ما يصدق تماماً على عالم الحيوان والنبات، وقد أثبت العلماء أن استقرار الحياة على وجه الكرة الأرضية إنّما هو نتيجة لمجموعة معقدة من الأنظمة التي تحكمها بحيث تضعف هذه الحياة وربما تضمحل وتنهار إذا ما تغيرت هذه الأنظمة، وهذا ما أشار إليه الحديث النبوي المعروف‌

«بالعدل قامت السموات والأرض» [5]

. وهنا نتساءل هل يسع الإنسان الذي يعدّ جزءاً صغيراً من هذا العالم العملاق أن يمارس حياته بعيداً عن النظام والعدالة؟ وهل يسعه أن ينشق عن هذه المسيرة ويواصل حياته بمعزل عن الآخرين؟ نعم قد يستطيع الظلم تلبية مصالح فرد أو بلد خلال مدّة قصيرة، إلّاأنّ آثاره المميتة على المدى البعيد ليست بخافية على أحد.

2- اسراف عثمان‌

ورد في التواريخ أنّه أعاد الحكم بن أبي العاص، بعد أن كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، قد سَيَّره ثم لم يرده أبوبكر ولا عمر، وأعطاه مائة ألف درهم.

وأقطع مروان فدك، وقد كانت فاطمة عليها السلام طلبتْها بعد وفاة أبيها صلوات اللَّه‌


[1] بحار الأنوار 72/ 36.

[2] بحار الأنوار 72/ 39.

[3] بحار الأنوار 75/ 83.

[4] مستدرك الوسائل 11/ 320.

[5] تفسير الصافي، سورة الرحمن/ 7.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست