هذه من الخطب التي أوردها الإمام عليه السلام بعد أن بايعه الناس في المدينة
حيث توعد فيها كافة الأفراد الذين تطاولوا على بيت المال إبان عهد عثمان إلى
جانب بطانته وقرابته ممن حذا حذوهم، ويطالبهم باعادتها إلى بيت المال وإلّا سيقف
بوجههم بكل قوة. وهكذا يضع الإمام عليه السلام حداً لأطماع الطامعين، ثم يختتمها
بعبارات قصيرة بعيدة المعنى بشأن العدالة وقيمتها في المجتمع.
[1] «القطائع» ما يقطعه الإمام بعض
الرعية من أرض بيت المال ذات الخراج، ويسقط عنه خراجه، ويجعل عليه ضريبة يسيرة
عوضا عن الخراج، وقد كان عثمان أقطع كثيراً من بني امية وغير هم من أوليائه
وأصحابه قطائع من أرض الخراج على هذه الصورة، وقد كان عمر أقطع قطائع، ولكن
لأرباب الغناء في الحرب والآثار المشهورة في الجهاد؛ عثمان أقطع القطائع صلة لرحمه
وميلا إلى أصحابه من غير عناء في الحرب ولا أثر.
[2] جاء في مصادر نهج البلاغة أن هذه
الخطبة قد ذكرت في كتاب الاوائل لأبي هلال العسكري وكذلك كتاب دعائم الإسلام
للقاضي النعمان المصري وإثبات الوصية للمسعودي مع بعض الاختلاف (مصادر نهج البلاغة
1/ 350).