responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 335

الأئمة، وسعى في قتل الخليفة، وقد علمت أنّك لن تعجز اللَّه حتى يصيبك منه بنقمة ينتصر بها منك للخليفة المظلوم، وقد جاءني كتابُك، وفهمت ما فيه؛ وسيكفينيك اللَّه؛ وكلّ من أصبح مماثلًا لك في ضلالك وغيّك، إن شاء اللَّه.

وقال أبومحنف: لما انتهت عائشة في مسيرها إلى الحوأب، وهو ماء لبني عامر بن صعصعة، نبحتها الكلاب؛ حتى نفرت صِعاب إبلها، فقال قائل من أصحابها: ألا ترون، ما أكثر كلاب الحوأب، وما أشد نُباحها! فأمسكت زمام بعيرها، وقالت: وإنّها لكلاب الحوأب! ردّونى ردّونى؛ فإني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه يقول ... وذكرت الخبر، فقال لها قائل: مهلًا يرحمك اللَّه! فقد جُزْنا ماء الحوأب؛ فقالت: فهل من شاهد؟ فلفّقوا لها خمسين أعرابياً، جعلوا لهم جُعْلا، فحلفوا لها: إن هذا ليس بماء الحوأب، فسارت لوجهها. [1]

والعجيب أن مثل هذه الروايات كانت سببا لتردد عائشة، بينما لم تكن كل تلك الروايات الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه و آله وقد روت أكثرها سببا لترددها وإنصرافها. وهذا لعمري من العجائب. كما يفهم من هذه الحكايات أنها سرعان ما كانت تخدع وتغير رأيها.

2- ذم أهل البصرة

ما ورد من ذم للبصرة في الخطبة المذكورة يتعلق بعضه بتأثير المناخ وموقع المدينة وأوضاعها الإجتماعية (حيث كانت ميناءا وموضعا لإستقطاب أنواع الثقافات والأفكار والأخلاق الملوثة والتي كانت هناك ومازالت في مثيلاتها) إلا أنّ البعض الآخر يرتبط بروحية وصفات سكنتها، والذي لا يلزم أن يكون كذلك في كل عصر ومصر، بل هو إشارة لاولئك الناس في ذلك العصر والزمان والذين كانوا يستسلمون لمحظطات طلحة والزبير القبيحة فينقضوا البيعة ويريقوا تلك الدماء. وعليه فلا منع من أن يسود تلك المنطقة الأخيار في سائر العصور. ولذلك وردت بعض الأخيار التي تقيد مدح هذه المنطقة، ومن ذلك ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام حين إخباره منه ... فقرّاؤهم أفضل القرّاء وزهّادهم أفضل الزّهاد وعيّادهم‌


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6/ 225.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست