responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 332

فليقل ما يقل في إشارة إلى‌ أنّه لا يتفق معه في العقيدة فلا يضره. فقال عليه السلام: «أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا» [1] ومن هنا وجبت الهجرة على‌ المسلمين في صدر الإسلام حين عم الفساد كل شي‌ء- ولا سيما الفساد العقائدي- ولم يسعهم القضاء عليه، بل كان يخشى تأثرهم به. وقوله عليه السلام: «مرتهن بذنبه» إشارة إلى‌ أنّ الذنب يأسر الإنسان وكأنه يجعله رهينة فلا يطلقه، وهو مستوحى‌ من قول القرآن الكريم «كل نفس بما كسبت رهينة» [2] والذي نخلص إليه من هذه العبارة هو التأثير الذي يلعبه المحيط والوسط على أخلاق الناس، فاما يغير هذا الإنسان المحيط الفاسد والملوت أو يهجره. ثم تطرق الإمام عليه السلام إلى‌ العذاب الدنيوي الذي ينتظر أهل البصرة فقال: «كاني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث اللَّه عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها». وأمّا إخباره عليه السلام أنّ البصرة تغرق عدا المسجد الجامع بها، «فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على أنّ البصرة تهلك بالماء الأسود ينفجر من أرضها، فتغرق ويبقى مسجدها. والصحيح أنّ المخبر به قد وقع، فان البصرة غرقت مرتين، مرة في‌أيّام القادر باللَّه‌ [3] ومرة في أيام القائم بأمر اللَّه‌ [4] غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلّامسجدها الجامع بارزاً بعضه كجؤجؤ الطائر، حسب ما أخير به أميرالمؤمنين عليه السلام، جاءها الماء من بحر فارس‌ [5] من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها وغرق كل ما في ضمنها، وهلك كثير من أهلها» [6] أخبارهاتين الحادتثين معروفة عند أهل البصرة يتناقله خلفهم عن سلفهم.

ثم نقل السيد الرضي آخر هذه الخطبة ثلاث روايات بشأن العبارات الواردة في آخرها:

الرواية الاولى‌:

«و آيم اللَّه لتغرقن بلدتكم حتى كأني انظر إلى‌ مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة».


[1] اصول الكافي 2/ 375، باب مجالسة أهل المعاصي، وقد وردت في هذا الباب عدّة روايات بهذا المضمون.

[2] سورة المدثر/ 38.

[3] الذي تولى‌ الخلافة عام 381 ه (الكامل في التأريخ 1/ 80).

[4] «القائم بأمر الله»، من خلفاء الدولة العباسية، اصبح خليفة عام 422 هجري «الكامل في التاريخ 9/ 417».

[5] من النقاط التي تسترعي الانتباه إن إبن أبي الحديد كان من الذين عاشوا في القرن السابع الهجري وكان يُطلق على الخليج الفارسي اسم «بحر الفرس».

[6] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 253.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست