responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 326

و الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. وبعبارة اخرى‌ فان الإمام عليه السلام أشار في هذه الخطبة إلى‌ أنّه قد شهده في عسكره وشركه في نصره كافة الأفراد الذين يقيمون اليوم في كافة أصقاع العالم والذين لم يشهدوا- لأسباب- ميادين القتال إلّاأنّهم وبسبب تعاطفهم العقائدي وكذلك الأفراد الذين مازالوا نطف في أصلاب الرجال وقرارات الفساد.

الشرح والتفسير

اللحمة العقائدية

يتضح ممّا مر معنا أنّ الإمام عليه السلام اورد هذا الكلام في إطار ردّه على أحد أصحابه الذي أعرب عن تمنيه في أن يكون أخيه قد حضر معه في تلك المعركة ويشهد النصر المؤزر الذي من اللَّه به على جيش الإمام عليه السلام فالتفت إليه الإمام عليه السلام:

«فقال له: أهوى أخيك معنا؟»،

«فقال:

نعم»، فرد عليه الإمام عليه السلام:

«فقد شهدنا، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في اصلاب الرجال وارحام النساء، سيرعف بهم الزمان، ويقوى بهم الإيمان». [1]

أجل من كان على‌ عقيدتنا أينما كان فهو معنا وإن لم يكتب لهم اللَّه الحضور الفعلي في الميدان.

أمّا قوله عليه السلام سيرعف بهم الزمان فهى إشارة إلى‌ أنّ الدم وان جرى‌ مستتراً في عروق الإنسان إلّا أنّه يظهر في أية لحظة وينتشر بكل سهولة، فهؤلاء مستترون في باطن هذا العالم إلّاأنّهم سيظهرون تدريجيا طبق التصنيف الزماني الإلهي ومن خصائصهم «و يقوى بهم الإيمان» فهم يتحركون باتجاه الحق؛ الأمر الذي يسهم في تقوية أواصر الدين والإيمان. هذا وقد كثر الكلام بين شرّاح نهج البلاغة بشأن طريقة هذا الشهود والحضور للغائبين فهل هو حضور روحي؟

أي هل أرواحهم حاضرة في ذلك المكان قبل أن تخلق الأبدان، أم هو حضور بالقوة؟ أي‌هم حاضرون وان غابوا عن الميدان ظاهريا؟ يبدو أنّ مراد الإمام عليه السلام بهذا الحضور هو شركتهم في الثواب والحسنات والنتائج؛ أي أنّ هؤلاء الذين قلوبهم معنا وهم على‌ خطتا وحركتنا (حزب اللَّه) فهم شركاءنا في الأجر والثواب، وعليه فلهم حضورهم الروحي الفعلي في كافة ميادين صراع الحق ضد الباطل. فالواقع هو أنّ المسار واحد والحركة واحدة والجميع كتلة


[1] «الرعاف» خروج الدم من الأنف.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست