responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 323

دفع أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الجمل رايته إلى محمد ابنه عليه السلام، وقد استوت الصفوف، وقال له:

احمل، فتوقّف قليلًا، فقال له: احمل، فقال يا أميرالمؤمنين، أماترى السّهام كأنّها شابيبُ المطر! فدفع في صدره، فقال: أدركك عِرْق من أمّك، ثم حمل وحمل الناس خلفه، فطحن عسكر البصره. قيل لمحمد لِمَ يُغرِّرُ بك أبوك في الحرب ولا يغرّر بالحسن والحسين عليهما السلام؟

فقال: إنّهما عيناه وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينيْه بيمينه.

إتهم البعض محمد بن الحنفية بأنه إدعى‌ الإمامة بعد الإمام الحسين عليه السلام، بل قيل إدعى المهدوية، إلا أن الشيخ المفيد أبطل ذلك وقال لم يدع الإمامة (بل نسب الآخرون ذلك إليه وهم من إدعى الإمامة والمهدوية من الكيسانية. توفى بن الحنفية عام 81 ه- و اختلف في محل دفنه، فقيل توفي في الطائف ودفن فيها. وقيل في البقيع، كما قيل في الجبل الرضوي قرب المدينة.

أمّا إحد الشواهد الحية على‌ رفعة مكانته وعلو منزلته فهو أنّ الإمام الحسين عليه السلام حين أراد الخروج من المدينة إلى‌ مكة جعله خليفته ووصيه في المدينة ليطلعه على‌ الأخبار، كما أودعه وصيته طبق لنقل أرباب المقاتل.

2- الشرط المهم في النصر على الأعداء

تفيد الآيات القرآنية والروايات الإسلامية أنّ العنصر الرئيسي الذي يقف وراء النصر والغلبة إنّما يكمن في الصبر والمقاومة والثبات. فالقرآن يصف الفئة القليلة الصابرة بانها هى المنتصرة في مقابل الفئة المعادية الكثيرة العدد والعدة: «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَ نَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ» [1]. كما ورد تأكيده عليه السلام على‌ الصبر في سائر خطبه في نهج البلاغة ومن ذلك قوله عليه السلام: «و عليكم بالصبر فان الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس معه ولا في إيمان لا صبر معه» [2].


[1] سورة الانفال/ 65.

[2] نهج البلاغة، الكلمات قصار/ 82.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست