responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 322

ببصره، فعل الشجاع المقدام غير المكترث ولاالمبالي، لأن الجبان تضعف نفسه ويخفق قلبه فيقصر بصره ولا يرتفع طرفه ولا يمتد عنقه، ويكون ناكس الرأس، غضيض الطرف. وفي الثانية أمره أن يغض بصره عن بريق سيوفهم ولمعان دروعهم، لئلا يبرق بصره ويدهش ويستشعر خوفا. والشاهد على‌ ذلك ما أورده عليه السلام في موضع آخر من نهج البلاغة بهذا الشأن إذ قال:

«و غضوا الأبصار فانه أربط للجأش واسكن للقلوب» [1]

. أمّا في الجملة السابعة والأخيرة فقد أشار عليه السلام إلى‌ نقطة مهمّة وأساسية تنطوي على‌ أبعاد روحية معنوية تطمئن النفوس وتحدوها بالتطلع إلى‌ اللَّه‌

«و اعلم أن النصر من عند اللَّه سبحانه»

فالنصر لايستند إلى‌ الأسباب والمقدمات الظاهرية، بل المهم إرادة اللَّه سبحانه ونصره، فتوكل على اللَّه وثق به واسأله الغلبة فهو القادر على‌ كل شي‌ء وهو الرحمن الرحيم بعباده المؤمنين المجاهدين‌ «وَما النَّصْرُ إِلّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» [2]. والطريف في الأمر أن القرآن الكريم تحدث عن نصرة الملائكة إلّاأنّه حث المؤمنين بالتضرع إلى‌ اللَّه بنزول النصر لا الملائكة

«بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وماجعله اللَّه إلا بشرى‌ لكم وتطمئن قلوبكم به وما النصر إلّامن عند اللَّه العزيز الحكيم».

تأمّلان‌

1- محمد بن الحنفية ونسبه وبعض أخباره‌

هو أحد أبناء أميرالمؤمنين علي عليه السلام و «حنفية» لقب أمه واسمها خولة بنت أحد أشراف قبيلة «بني حنيفة» وقد اسرت في أحد المعارك الإسلامية وأرادوا بيعها، فأعتقها عليه السلام وتزوجها. ورث محمد الشجاعة من علي عليه السلام وقيل كان يشق الدرع بيده لقوته. ومن هنا سلمه عليه السلام الراية يوم الجمل، كما أسند إليه مع محمد بن أبي بكر وهاشم المرقال ميسرة جيشه في صفين. وكان شديد التواضع للحسن والحسين عليهما السلام.


[1] نهج البلاغة، الخطبة 124.

[2] سورة آل عمران/ 126.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست