وهو مقطوع يمينه وشماله ومقتول؟ فتناوله مسلم المجاشعي فاقترب من العدو وحمل
القرآن بيمينه وتلى عليهم الآية، فحملوا عليه وقطعوا يمينه، فتناول القرآن بشماله
فقطعوها أيضاً، فاخذ القرآن بأسنانه فقتلوه. فقال علي عليه السلام: احل لي الآن
قتالهم عن آخرهم.
ثم إلتفت إلى محمد بن الحنفية وخاطبه بتلك الكلمات. [2] على كل حال فان الإمام عليه السلام يسلط الضوء
على الفنون القتالية المهمّة والمسائل ذات الاثر من الناحية النفسية والجسدية في
الجندي المسلم والتي تعده للتأهب والاستبسال في ساحة المعركة. والكلام يشتمل على
سبع جمل: تضمنت الجملة الاولى الأوامر الكلية بشأن المقاومة والصمود في ميدان
الحرب، بينما أشارت الجمل الخمس الاخرى إلى الجزئيات والامور التي تلعب دوراً في
الصمود وتحقيق النصر. أمّا الجملة السابعة والأخيرة فهى تؤكد على الإتكال على
اللَّه وأنّ النصر من عنده سبحانه ليمكن من خلال ذلك وبقوة الإيمان تحمل المشاق
والصعاب والتحلي بالروحية العالية من أجل الصمود أمام العدو ومقاتلته.
الشرح والتفسير
كن كالجبل
كما اشرنا سابقاً فانّ الخطبة تعالج مجريات موقعة الجمل حيث أعطى الإمام عليه
السلام الراية ولده الشجاع محمد بن الحنفية، وقد أوصاه عدّة وصايا مهمّة بشأن
القتال وتحقيق النصر منها:
. فالواقع إنّ أهم مسألة في ميدان القتال هى الاستقامة والصمود التي لايمكن
تحقيق النصر بدونها، وهذا ما أكده الإمام عليه السلام في بداية الأمر. ويمكن أن
تكون هذه العبارة إشارة لمضمون الرواية المعروفة «المؤمن كالجبل الراسخ لاتحركه