responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 312

ونزبد مالم نسدد ضربات موجعة إلى‌ العدو، ولسنا من أهل الضجيج حتى نقتحم الميدان ونقهر الخصم. فالواقع هو أنّ العبارتين رغم قصرهما تشيران إلى‌ مدرستين لكل منهما أسسهما في الأنشطة الاجتماعية والعسكرية والسياسية؛ مدرسة تتبنى الكلام والضجيج حين ترد الميدان؛ إلّا أنّها لاتستبطن سوى‌ الضعف والعجز والفشل حين العمل. أمّا المدرسة الاخرى‌ فهى المعروفة بالسلوك والعمل، قليل كلامها كثير عملها. هى مدرسة صامتة هادئة إلّاأنّها بطلة باسلة في الميدان وبالطبع فانّ الأنبياء والأولياء وأتباع الحق ينتمون للمدرسة الثانية، بينما ينتمي أتباع الباطل وجنود الشيطان إلى‌ المدرسة الاولى‌.

و هنا نقطة مهمّة يجب الالتفات إليها وهى أنّ الرعد والبرق قبل المطر ثم يأتي السيل، غير أنّ هناك البعض الذي يرعد ويبرق دون المطر، والأسوأ من ذلك البعض الآخر الذي يتوعد بالسيول رغم إنعدام قطرة مطر، أي أنّهم يتشدقون بالنصر والغلبة والنجاح حتى بعد الهزائم المنكرة التي يمنون بها، فالطائفة الاولى‌ كاذبة في مزاعمها وإدعاءاتها، أمّا الثانية باطلة عديمة الحياء. فالذي تفيده بعض الروايات أنّ الإمام علي عليه السلام بعث برسله يدعون إلى‌ الالتزام بالبيعة و عدم شق الصف الإسلامي والعودة إلى‌ إحضان الحكومة الإسلامية، فعادوا يحملون رسائل الحرب حيث تضمنت رسائلهم التهديد بشن الحرب، فردّ الإمام عليه السلام ذلك الرد الحاسم‌

«فانّ أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافياً من الباطل، وناصرا للحق! ومن العجب بعثهم إلي أن ابرز للطعان وأن أصبر للجلاد، هبلتهم الهبول، لقد كنت وما اهدد بالحرب، ولا ارهب بالضرب، وإني لعلى يقين من ربّي، وغير شبهة من ديني» [1].

تأمّلان‌

1- رجل العمل‌

ما تضمنه كلامه عليه السلام- كما أشرنا سابقاً- بعض الصفات البارزة لأساليب الإدارة لأولياء اللَّه، فهم ليسوا من أهل الكلام والضجيج، بل بالعكس كلامهم العمل والتنفيذ. وقد تجسد


[1] بحارالانوار 32/ 60- 188.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست