responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 289

مسألة الخلافة والأخذ بزمام امور الامّة التي جعلها البعضى شماعة ليجيزوا حتى الوسائل غير المشروعة من أجل الوصول إليها فقال عليه السلام:

«هذا ماء آجن‌ [1]، ولقمة يغص‌ [2] بها آكلها»

. فحياة الإنسان متقومة بالماء والغذاء، ولكن أي ماء وغذاء؟ طبعا الماء النقي والغذاء الزكي، فالإمام عليه السلام شبه هنا طبيعة الحكومة بالماء المتعفن والغذاء الغصة. والحق كما صوره الإمام عليه السلام، فالإنسان كلما إقترب من حياة الحكام والساسة إكتشف مدى‌ عظم مشاكلهم وشدة إستيائهم ووخامة أوضاعهم، فليس لهم من هدوء ولاسكينة كما ليس لهم من أمن أو إستقرار. وليس لهم سوى‌ المظاهر الكاذبة الفارغة التي لاتنطلي سوى على بعض السذج. وبالطبع فان أولياء اللَّه يسارعون لاحتواء هذه المشاكل ويتحملون كافة الصعاب والمعضلات كما يضحون بهدوءهم واستقرارهم خدمة لدين اللَّه وعباده. كما ذهب البعض إلى‌ أنّ اسم الإشارة (هذا) يشير إلى‌ نوع الحكومة التي إقترحها أبوسفيان. على كل حال صحيح أن الحكومة كالماء الذي يعدّ قوام حياة الامم، إلّاأنّها كانت ومازالت مطمع أهل الدنيا الذين هبوا بكل قوة لمنازعة أولياء اللَّه على تلك الحكومة فلوثوا هذا الماء كما جعلوا طعام الحياة غصصاً؛ الأمر الذي جعل الأولياء يترفعون عنها ويعلنوها صراحة

«لولا حضور الحاضر وقيام الحجة ... لألقيت حبلها على غاربها ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنز»

. امّا في النقطة الرابعة فيشير إلى‌ أحد أبعاد هذه المسألة وهو أن من أراد القيام بالأمر لتشكيل الحكومة الإسلامية فلابدّ أن تكون المقدمات والظروف معدة لذلك أو أن يتولى هو تهيئة هذه الظروف وإلّا فليست هنالك من قيمة أو أثر لهذا القيام ولايتمخض سوى‌ عن الهزيمة والفشل- فقد قال الإمام عليه السلام بهذا الشأن:

«و مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها [3] كالزارع بغير ارضه»

. وقد ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى‌ أنّ الضمير في (بغير أرضه) يعود إلى‌ الزارع ومفهوم العبارة: كمن زرع في غير أرضه ولاينتفع بذلك الزرع بل يعود ثمره على الآخرين؛ إلّاأنّ‌


[1] «آجن» من مادة «أجن» على وزن ضرب واجون المتعفن المتغير اللون والطعم وقد وردت هنا كإشارة للخلافة.

[2] «يغص» من مادة «غصص» على وزن هوس بمعنى صعبة الابتلاع.

[3] «ايناع» من مادة «ينع» على وزن منع بمعنى النضج والبلوغ، وعادة ما تستعمل هذه المفردة بشان نضج الثمار، كما تأتي بهذا المعنى أيضاً إذا جاءت من باب الافعال.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست