إنّ سبب هذه الخطبة هو: لما قبض رسولاللَّه صلى الله عليه و آله واشتغل علي
عليه السلام بغسله ودفنه وبويع أبوبكر في سقيفة بني ساعدّة، خلا الزبير وأبوسفيان
بالعباس عم النبي صلى الله عليه و آله وقال: امّا واللَّه إني لأرى عجاجة
لايطفئها إلّاالدم، يا لعبد مناف، فيم أبوبكر من أمركم، مابال هذا في أقل حي من
قريش. ثم قال لعلي عليه السلام أبسط يدك أبايعك، فو اللَّه إن شئت لأملأنها على
أبي فضيل- يعني أبابكر- خيلًا ورجلًا، فامتنع علي عليه السلام حيث كان يعلم الإمام
عليه السلام بأنّه لاينشد سوى الفساد والفتنة ومن هنا خطب هذه الخطبة. [1] واورد المؤرخ
المعروف ابن أثير في كتابه الكامل أنّ علياً عليه السلام ردّ على أبي سفيان بانّك
تريد الفتنة ولاتضمر للإسلام سوى الشر فلا حاجة لنا بنصحك. [2] ومن هنا تتضح أجواء الخطبة وسهولة تفسير ماورد
فيها من عبارات. فقد أشار عليه السلام في القسم الأول من هذه الخطبة إلى أربعة
مواضيع مهمّة. فقال عليه السلام:
«أيّها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن
النجاة وعرجوا [3] عن
طريق المنافرة [4]،
وضعوا تيجان المفاخرة».