responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278

بنور اللَّه على قدر إيمانه ومبلغ إستبصاره وعلمه وقد جمع اللَّه للائمة منّا ما فرقه في جميع المؤمنين وقال عز وجل في كتابه: إن في ذلك لآيات للمتوسمين. وإن أول المتوسمين رسول‌اللَّه صلى الله عليه و آله ثم أميرالمؤمنين عليه السلام وبعده الحسن والحسين عليهما السلام والائمة عليهم السلام من ولد الحسين إلى‌ يوم القيامة» [1]

جدير بالذكر أنّ الإمام عليه السلام أورد هذا الكلام جواباً لمن سأله: كيف تعلمون بباطن الناس وتخبرون عمّا في أنفسهم. والحق ليس هنالك من حجاب مضروب على‌ حقائق العالم، وليس ذلك سوى‌ حجاب الهوى والهوس الشيطاني الذي يغشى بصيرتنا فيحول دون رؤيتنا للحقائق، ولو إستشعرنا قلوبنا الورع والتقوى والإيمان واليقين فان هذه الحجب سترفع ونرى‌ كل شي‌ء على حقيقته، فقد ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«لولا أنّ الشياطين يحومون إلى‌ قلوب بني آدم لنظروا إلى‌ الملكوت» [2].

2- ستر عيوب الناس‌

غالبا ما يتصف الأفراد بالعيوب الخفية التي قد يطلع عليها الإنسان من خلال الطرق العادية أو إستناداً إلى‌ الفراسة والإيمان؛ فاذا إطلع عليها فانّ الواجب يحتم عليه- ولاسيما إذا إطلع ذلك ولاة الامّة وقادة المجتمع- أن يسعى جاهداً لسترها وعدم هتك حجابها مادامت لاتشكل خطرا يتهدد المجتمع؛ وذلك لأن هتك سريرة الآخرين وكشف عيوبهم يجردهم من حرمتهم من جانب ويفسح المجال أمامهم لارتكاب المعاصي والجرأة على مقارفتها من جانب آخر؛ فالفرد يبقى محتاطاً مادام عيبه مستور، فانّ هتك وافتضح أمره فلا يراع شيئاً، وناهيك عن كل ذلك فان هتك العيوب مدعاة لاشاعة الفاحشة في المجتمع وتلوث الآخرين بارتكاب الذنب. ومن هنا ورد التأكيد في الروايات والأحاديث على‌ كتم السر على‌ أنّه حق من حقوق المؤمنين على‌ بعضهم البعض الآخر. فقد جاء في الحديث:

«واكتم سره وعيبه واظهر منه الحسن» [3]

. وعن الإمام الصادق عليه السلام انّه قال:

«من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر اللَّه‌


[1] بحارالانوار 24/ 128 ح 13.

[2] بحارالانوار 67/ 59 (باب القلب وصلاحه).

[3] أصول الكافي 2/ 249 ح 3 (باب ان المؤمن صنفان).

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست