responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 277

ذلك فيهم فلم لم يعلن ذلك على الملأ؟ وثانياً: من أين له هذا العلم بباطن هؤلاء؟ فقد رد الإمام عليه السلام على‌ السؤال بقوله: «سترني عنكم جلباب الدين» ورد على‌ السؤال الثاني بقوله «وبصرنيكم صدق النية». بينما ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى‌ تفسير العبارة الاولى‌ بانّكم لم تعرفوني، وما ذلك إلّالسوء فهمكم للدين، أو أن تديني منعكم من معرفتي؛ إلّاأنّ هذا المعنى يبدو مستبعداً لما ينطوي عليه من تكلف إلى‌ جانب عدم إنسجامه والعبارات السابقة، فالمعنى الأول هو الأنسب. ثم إختتم كلامه عليه السلام بالقول:

«أقمت لكم على‌ سنن الحق في جواد [1]

المضلة [2] حيث تلتقون ولادليل، وتحتقرون ولاتميهون» [3]

يشبه الإمام علي عليه السلام الناس في عصر عثمان ولا سيما أواخر عمره بالرحالة الذين ضلوا الطريق وساروا على‌ غير هدى فهم يتضوون عطشاً وهم يحفرون الأرض موضعاً موضعاً من أجل الوصول إلى‌ الماء فلا يحصلون عليه؛ فيهب الإمام عليه السلام لنجدتهم فيهديهم إلى‌ الصراط المستقيم فينتهلون من منهله العذب. ثم يلفت إنتباههم إلى‌ عظم الفتن الدينية والدنيوية التي كانت ستلتهمهم في ذلك العصر المظلم لولا وجوده عليه السلام.

تأمّلان‌

1- البصيرة

لقد أشار الإمام عليه السلام إلى‌ قضية مهمّة وهى أنّ صفاء النفس وصدق النية من العناصر التي تكمن وراء البصيرة والفراسة. فالمؤمنون الأصفياء الباطن يرون ما لايرى‌ غيرهم، وهى الحقيقة التي صرّح بها القرآن الكريم وأكدتها الروايات الإسلامية. فقد جاء في القرآن: «ان تتقوا اللَّه يجعل لكم فرقاناً» [4]. وورد في الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال: «إتقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور اللَّه» [5] وقال الإمام الرضا عليه السلام:

«ما من مؤمن إلّاوله فراسة ينظر


[1] «جواد» جمع «جادة» بمعنى الطرق الكبيرة و الواسعة.

[2] «مضلة» من مادة «ضلال» الموضع الذي يضل سالكه وعليه فمعنى جواد المضلة طرق الضلال.

[3] «تميهون» من مادة «موه» على وزن نوع بمعنى تجدون ماءاً، ومنه أخذت مفردة الماء وأماه بمعنى بلغ الماء. عليه فمعنى لاتميهون لا تبلغون الماء (و إن أجهدتم أنفسكم في حفر الأبار).

[4] سورة الانفال/ 29.

[5] اصول الكافي 1/ 218.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست