responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 271

القسم الأول: التحلي بالوعي واليقظة

«بِنا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْماءِ، وَتَسَنَّمْتُمْ ذُرْوَةَ الْعَلْياءِ، وَبِنا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرارِ وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْواعِيَةَ، وَكَيْفَ يُراعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ؟ رُبِطَ جَنانٌ لَمْ يُفارِقْهُ الْخَفَقانُ».

الشرح والتفسير

أشار الإمام عليه السلام في بداية الخطبة إلى‌ النعم الجمة التي تمتع بها المسلمون- ولا سيما في صدر الإسلام- في ظل الإسلام، حيث وضح هذا الأمر بثلاث عبارات قصيرة ذات تشبيهات رائعة فقال عليه السلام:

«بنا إهتديتم‌ [1] في الظلماء [2] وتسنمتم‌ [3] ذروة [4] العلياء، وبنا افجرتم‌ [5] عن السرار [6]»

. فالإمام عليه السلام يشير في العبارة الأول‌ إلى‌ ظروف الجاهلية التي خيم فيها الظلام والجهل والفساد والجريمة على‌ كافة الأماكن حتى تبددت هذه الظلمات بظهور النبي صلى الله عليه و آله‌


[1] «اهتديتم» من «الاهتداء» تستعمل- حسب قول بعض شرّاح نهج البلاغة وارباب اللغة- حيث يميل الإنسان بإرادته للهداية وهكذا جاءت في العبارة.

[2] «ظلماء» على وزن صحراء بمعنى ظلمة أول الليل أو بعبارة اخرى النور بعد الظلمة؛ خلافا للظلمة بمفهومها العام ولعل الإمام عليه السلام أراد بها عصر الجاهلية الذي يعتبر في الواقع ظلمة بعد النور؛ أي دعوة الأنبياء أولي العزم.

[3] «تسنمتم» من مادة سنم على وزن قلم بمعنى العلو ومن هنا يطلق على‌ ذروة الجمل إسم سنام.

[4] «ذروة» من مادة «ذرو»، لها معنيان: أحدهما إشراف شي‌ء على‌ آخر ومن هنا تطلق الذروة على قمة الجبل، والآخر تفتت الشي‌ء وتفرقه.

[5] «أفجرتم» من مادة «فجر» بمعنى الفجوة الواسعة قي الشي‌ء ومن هنا اطلق الفجر على‌ الصباح الذي يشق عتمة الليل، وأفجرتم بمعنى دخول الفجر.

[6] «سرار» من مادة «سر» بمعنى الخفاء وما يقابل العلن، وتطلق مفردة السرار عادة على الليالي الأخيرة للشهر حيث يكون الجو ظلاما دامساً.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست